دعا المبعوث الأميركي توماس باراك، يوم الاثنين، إسرائيل إلى الامتثال لخطة لبنانية تهدف إلى نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام، مقابل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان. الخطة، التي أقرها مجلس الوزراء اللبناني مطلع الشهر الجاري، تنص على خارطة طريق تدريجية يتم بموجبها تسليم الأسلحة من قبل الجماعات المسلحة، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب ووقف الهجمات الجوية والبرية والبحرية.
تفاصيل الخطة والمرحلة الأولى
أقرت الحكومة اللبنانية خطة تهدف إلى نزع سلاح حزب الله تدريجيًا مقابل وقف الهجمات الإسرائيلية برًا وجوًا وبحرًا. وفي المرحلة الأولى، يلتزم لبنان بإصدار قرار رسمي بنزع السلاح قبل نهاية العام. في المقابل، من المفترض أن توقف إسرائيل عملياتها العسكرية وتباشر بسحب قواتها من الجنوب. ومع ذلك، ورغم اعتماد الخطة، واصلت إسرائيل ضرباتها داخل الأراضي اللبنانية، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مدى جدية التزامها بالاتفاق.
الموقف الأميركي
أكد باراك عقب لقائه الرئيس اللبناني جوزيف عون أن “الحكومة اللبنانية قامت بخطوتها الأولى، والآن يجب على إسرائيل أن تلتزم بالمثل”. وأضاف أن القرار اللبناني “يتطلب تعاون إسرائيل”، مشيرًا إلى أن واشنطن بدأت مناقشات مع تل أبيب بشأن موقفها من الخطة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وأشار المبعوث الأميركي أيضًا إلى أن الولايات المتحدة تعمل على خطة اقتصادية شاملة لإعادة الإعمار، مع تقديم دعم مباشر للمؤسسات اللبنانية وعلى رأسها الجيش، بهدف تعزيز سلطة الدولة.
تحذيرات حزب الله وتصاعد التوتر
في المقابل، رفض حزب الله أي نقاش حول سلاحه قبل انسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف هجماتها. وحذر نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم من أن أي محاولة لفرض نزع السلاح بالقوة قد تؤدي إلى صراع طائفي وحرب أهلية، قائلاً إن “لا حياة في لبنان” إذا حاولت الدولة المواجهة المباشرة.
وقد رد رئيس الوزراء نواف سلام بأن التهديد بالحرب الأهلية غير مقبول إطلاقًا، مؤكدًا أن اللبنانيين لا يريدون العودة إلى أجواء الحرب الداخلية.
انفجار وادي زبقين: مخاطر السلاح خارج سلطة الدولة
شهد جنوب لبنان انفجارًا كبيرًا في وادي زبقين يوم 9 أغسطس 2025 أثناء عملية تفكيك ذخائر تابعة لحزب الله من قبل الجيش اللبناني. وأسفر الحادث عن مقتل ستة جنود وإصابة آخرين، ما أعاد إلى الواجهة خطورة وجود السلاح خارج سلطة الدولة، ودعم مطالب بتسريع تنفيذ الخطة.
الخطة الأميركية الكاملة
كشفت تقارير أن الخطة الأميركية تتضمن نزع سلاح حزب الله بالكامل بحلول نهاية العام، ثم انسحاب إسرائيل من خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان. وفي خطوة لاحقة، تشرف اللجنة الدولية للصليب الأحمر على عملية جمع السلاح، لضمان تنفيذها بشكل منظم وشفاف. وبعد ذلك، يُفترض أن يكتمل الانسحاب الإسرائيلي خلال 90 يومًا من بدء التنفيذ. وبالتوازي مع هذه الإجراءات، يجري إطلاق دعم دولي واسع يهدف إلى إعادة إعمار لبنان وإنعاش اقتصاده، مما يمنح الخطة بعدًا سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا متكاملًا.
السياق الإقليمي
تزايدت الدعوات لنزع سلاح حزب الله منذ الحرب الأخيرة مع إسرائيل العام الماضي، التي أسفرت عن مقتل نحو 5 آلاف من مقاتليه وعدد من قادته البارزين، إلى جانب دمار واسع في جنوب لبنان.
ويرى مراقبون أن نجاح الخطة يتوقف على التزام إسرائيل بوقف هجماتها، وعلى استعداد حزب الله للدخول في تسوية سياسية وأمنية شاملة.