شهدت ولاية كاتسينا شمال نيجيريا صباح الثلاثاء هجومًا دمويًا عندما اقتحم مسلحون مسجدًا في قرية Unguwan Mantau التابعة لمنطقة مالومفاشي أثناء صلاة الفجر. ووفقًا لتقارير وكالة رويترز، فإن الهجوم وقع حوالي الساعة 04:00 صباحًا بتوقيت غرينتش، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27 شخصًا وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
تضارب في حصيلة الضحايا
أكدت رويترز أن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27 شخصًا، في حين ذكرت أسوشيتد برس (AP) وصحف نيجيرية محلية مثل Punch Nigeria أن الحصيلة لا تتجاوز 13 قتيلًا. ويرى مراقبون أن تضارب الأرقام يعود إلى صعوبة وصول المعلومات في الساعات الأولى بعد الهجوم، إضافة إلى غياب إحصاء رسمي نهائي حتى الآن.
دوافع الهجوم
أوضح مفوّض الأمن الداخلي في ولاية كاتسينا أن الهجوم جاء ردًّا انتقاميًا بعدما هاجم سكان القرية مجموعة من المسلحين قبل أيام، وتمكنوا من قتل بعضهم والاستيلاء على أسلحتهم.
وتُعرف هذه العصابات باسم bandits، وهي جماعات مسلحة تنشط في شمال غرب نيجيريا، تقوم بعمليات قتل وخطف ونهب، وتستغل النزاعات بين الرعاة والمزارعين حول الأراضي والموارد.
رد السلطات النيجيرية
أكدت السلطات النيجيرية أنها سارعت إلى نشر وحدات من الجيش والشرطة مدعومة بطائرات مروحية لتعزيز التواجد الأمني في منطقة مالومفاشي بولاية كاتسينا، وذلك في محاولة لاحتواء التوتر ومنع تجدد الهجمات المسلحة. وأوضحت مصادر رسمية أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة أوسع لتأمين القرى النائية التي تعاني منذ سنوات من اعتداءات متكررة تنفذها عصابات مسلحة تستهدف المدنيين أثناء الصلوات أو في الأسواق والطرقات.
وفي الوقت نفسه، شددت الحكومة المحلية على دعمها لجهود الأهالي الذين يحاولون الدفاع عن أنفسهم في مواجهة هذه العصابات، مؤكدة أن التعاون بين السكان والقوات الأمنية يعدّ عنصرًا أساسيًا للحد من وتيرة الهجمات. ومع ذلك، اعترفت السلطات بأن الوضع الأمني في شمال نيجيريا ما زال هشًا للغاية، خصوصًا في المناطق الريفية البعيدة عن المراكز الحضرية، حيث تفتقر القرى إلى البنية التحتية الأمنية الكافية، مما يجعلها أكثر عرضة للاستهداف.
خلفية عن العنف في نيجيريا
هذا الهجوم يعكس تصاعد موجات العنف المسلح في شمال غرب البلاد، والتي تختلف عن نشاط جماعة بوكو حرام وتنظيم «داعش غرب إفريقيا» المتمركزَين في الشمال الشرقي. ويشير محللون إلى أن هذه الأحداث المتكررة تظهر فشل الدولة في بسط الأمن الكامل، ما يترك القرى تحت رحمة العصابات المسلحة.
في النهاية، الهجوم على مسجد كاتسينا يكشف هشاشة الوضع الأمني في شمال نيجيريا، وسط تضارب حصيلة الضحايا بين 13 و27 قتيلًا، ودوافع انتقامية واضحة بين الأهالي والعصابات المسلحة. ولا تزال السلطات تحاول فرض الاستقرار عبر تعزيز انتشار القوات في المنطقة.