أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الولايات المتحدة ستساعد في ضمان أمن أوكرانيا ضمن أي اتفاق سلام ينهي الحرب مع روسيا. جاء هذا التصريح خلال قمة استثنائية في البيت الأبيض بحضور قادة أوروبيين، بعد لقاء ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا قبل أيام.
ترامب صرح للصحفيين: “عندما يتعلق الأمر بالأمن، سيكون هناك الكثير من المساعدة”، موضحًا أن الدول الأوروبية ستشارك أيضًا في هذه الجهود بوصفها خط الدفاع الأول.
رد أوكراني إيجابي
زيلينسكي وصف التعهد الأميركي بأنه “خطوة كبيرة إلى الأمام”، وأشار إلى أن الضمانات الأمنية سيتم “تثبيتها على الورق خلال أسبوع إلى عشرة أيام”. كما عرضت كييف شراء أسلحة أميركية بقيمة تصل إلى 90 مليار دولار، في مؤشر على رغبتها في تعزيز قدراتها الدفاعية.
تعقيدات المفاوضات مع موسكو
ورغم الأجواء الإيجابية، فإن السلام ما زال بعيد المنال. حيث رفضت وزارة الخارجية الروسية نشر قوات من دول الناتو للمساهمة في أي اتفاق، ما يزيد من تعقيد الموقف.
كما أعلن ترامب وزيلينسكي تطلعَهما إلى محادثات ثلاثية مع بوتين. ووفق مصادر أوروبية، اقترح الرئيس الروسي عقد لقاء تمهيدي مع زيلينسكي، يعقبه قمة ثلاثية بين القادة الثلاثة. وقد تعقد هذه الاجتماعات في المجر خلال الأسبوعين المقبلين، بحسب تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس.
خلافات حول وقف إطلاق النار
القادة الأوروبيون دعوا ترامب إلى الضغط على موسكو لقبول وقف إطلاق النار قبل أي مفاوضات مباشرة. لكن ترامب غيّر موقفه بعد لقائه بوتين، وفضل التفاوض على اتفاق شامل حتى مع استمرار القتال.
وقال ترامب: “أتمنى أن يتوقف القتال، لكن الاستراتيجية قد تمثل ميزة لطرف على حساب الآخر”. من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن “ضمانات الأمن يجب أن تشمل القارة الأوروبية بأكملها”، مشددًا على ضرورة إشراك أوروبا في أي محادثات سلام.
لقاء ودي بعد أزمة فبراير
الاجتماع الأخير بين ترامب وزيلينسكي كان أكثر وديّة من لقاء فبراير الذي شهد توترًا علنيًا. هذه المرة، أظهر ترامب دفئًا في الاستقبال، فيما كرر زيلينسكي شكره أكثر من مرة، مدعومًا بحضور واسع من القادة الأوروبيين الذين أبدوا تضامنهم مع كييف.
ضغوط لإنهاء أطول حرب في أوروبا
يحاول ترامب إنهاء الحرب التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات وأودت بحياة أو إصابة أكثر من مليون شخص، معظمهم من المدنيين الأوكرانيين. ومع ذلك، يواجه مخاوف من أن يتبنى موقفًا يميل لصالح روسيا بعد لقائه بوتين، الذي يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب من المحكمة الجنائية الدولية، وهي اتهامات ينفيها الكرملين.
خلافات حول القرم ودونباس
واشنطن أوضحت أن أوكرانيا قد تُمنح ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة في ميثاق الناتو، من دون الانضمام الفعلي للحلف. لكن فريق ترامب أشار إلى أن كييف يجب أن تتخلى عن فكرة استعادة القرم أو الانضمام للناتو، وهو ما يضع عبئًا إضافيًا على زيلينسكي.
زيلينسكي من جانبه رفض مقترحات بوتين التي تم طرحها في قمة ألاسكا، والتي تضمنت تسليم أجزاء من دونيتسك. وأكد أن أي تنازل عن الأراضي الأوكرانية يجب أن يخضع لاستفتاء شعبي.