أكد وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده أن طهران نجحت في إنتاج صواريخ جديدة بقدرات متفوقة عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على بلاده. وجاءت تصريحاته خلال كلمة ألقاها في فعالية بمناسبة “يوم الصناعات الدفاعية” في العاصمة طهران، الأربعاء، بحسب ما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية.
وأوضح نصير زاده أن الصواريخ التي استخدمت خلال حرب الـ12 يوما الماضية تعود لإنتاج وزارة الدفاع قبل سنوات، مضيفا أن “اليوم نمتلك صواريخ أحدث وأكثر تطورا ستستخدم في حال شنّت إسرائيل هجوما جديدا”.
قاسم بصير: الصاروخ المتطور الجديد
كشفت إيران مؤخرا عن اختبار ناجح لصاروخ جديد أطلقت عليه اسم “قاسم بصير”. يتميز هذا الصاروخ برأس حربي يزن نحو طن، ومدى يبلغ حوالي 1200 كيلومتر، مع نظام توجيه متطور يعتمد على الملاحة القصورِية والمستشعرات البصرية الحرارية، ما يمنحه القدرة على تجنّب منظومات الدفاع الصاروخي الحديثة.
كما تعتبر هذه التقنية نقلة نوعية في قدرات الصواريخ الإيرانية، إذ تمكّنه من إصابة الأهداف بدقة عالية من دون الاعتماد على إشارات GPS، مما يقلل من فرص اعتراضه.
شبكة قواعد صاروخية تحت الأرض
إيران تمتلك شبكة واسعة من القواعد الصاروخية المنتشرة عبر أراضيها، بعضها تحت الأرض لتفادي الاستهداف المباشر. كما تشمل هذه القواعد منشآت في محافظات متعددة وتُستخدم لتخزين وإطلاق الصواريخ الباليستية. تقارير حديثة أشارت أيضا إلى زيادة إنتاج الصواريخ بعد وصول شحنات ضخمة من المواد اللازمة لتطوير الوقود الصلب.
التعاون العسكري مع الصين
تزامن هذا التطور مع تقارير عن تصاعد التعاون العسكري بين إيران والصين، خصوصا في مجال تكنولوجيا الصواريخ والدفاع الجوي. وتأتي هذه الشراكة بعد أن اعتبرت طهران أن الدعم الروسي لم يكن بمستوى توقعاتها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.
خلفية العدوان الإسرائيلي
في 13 يونيو/حزيران الماضي، شنت إسرائيل بدعم أميركي هجوما استمر 12 يوما ضد إيران، استهدف مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية، وأسفر عن اغتيال قادة بارزين في الحرس الثوري وعلماء نوويين. وردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة استهدفت مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية، مما زاد من حدة التصعيد.
صور أقمار صناعية تكشف الأضرار
أظهرت صور أقمار صناعية التقطتها شركة “ماكسار تكنولوجيز” أضرارا بالغة في منشأة فوردو للتخصيب عقب الضربات الإسرائيلية بتاريخ 23 يونيو/حزيران، ونشرتها وكالة أسوشيتد برس في اليوم التالي.
الهجوم الأميركي والرد الإيراني
في 22 يونيو/حزيران، استهدفت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية وادعت أنها قضت على البرنامج النووي الإيراني. وردت طهران بقصف قاعدة العديد الأميركية في قطر. وبعد ذلك، أعلنت واشنطن في 24 يونيو/حزيران عن وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
الجدل حول البرنامج النووي
تتهم إسرائيل والولايات المتحدة إيران بالسعي لإنتاج أسلحة نووية، بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية مثل توليد الكهرباء والأبحاث العلمية.
قبيل العدوان الإسرائيلي، أجرت طهران وواشنطن عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة حول البرنامج النووي، لكنها لم تصل إلى نتائج ملموسة.
إسرائيل والترسانة النووية
في النهاية، تظل إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية خارج نطاق الرقابة الدولية، فيما تواصل منذ عقود احتلال فلسطين وأراضٍ في سوريا ولبنان، ما يضاعف من التوتر الإقليمي.