واصلت أسعار النفط ارتفاعها اليوم الخميس، مدعومة بمؤشرات قوية على زيادة الطلب في الولايات المتحدة، وسط استمرار الغموض بشأن جهود إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. كما صعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.75% إلى 67.34 دولارًا للبرميل، لتسجل أعلى مستوى في أسبوعين خلال التعاملات المبكرة. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.85% لتصل إلى 63.23 دولارًا للبرميل.
تراجع المخزونات الأميركية يدعم الأسعار
أفادت إدارة معلومات الطاقة الأميركية بانخفاض مخزونات النفط الخام 6 ملايين برميل الأسبوع الماضي إلى 420.7 مليون برميل، مقابل توقعات بتراجع 1.8 مليون برميل فقط. كما تراجعت مخزونات البنزين 2.7 مليون برميل، في إشارة واضحة إلى قوة الطلب على الوقود خلال موسم السفر الصيفي. وارتفع متوسط استهلاك وقود الطائرات لأعلى مستوى منذ 2019.
الحرب الروسية الأوكرانية تضيف مزيدًا من الغموض
رغم مؤشرات الطلب الإيجابية، حذر محللون من استمرار المخاطر المرتبطة بالحرب في أوكرانيا. وقال دانيال هاينز، كبير محللي السلع في بنك ANZ، إن قوة الطلب الأميركي عززت الأسعار، لكنه أضاف أن “توقعات الهبوط لا تزال قائمة في ظل متابعة الأسواق لمفاوضات السلام”. ويرى محللون أن أي تقدم ملموس في المفاوضات قد يضغط على الأسعار، في حين أن استمرار الجمود سيبقي الدعم قائمًا.
العقوبات الغربية ترفع الضغوط على السوق
قالت روسيا إن محاولات حل القضايا الأمنية دون مشاركتها “لن تقود إلى شيء”. وتواصل العقوبات الغربية على النفط الروسي فرض ضغوط إضافية على الإمدادات. كما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الهندية بدءًا من 27 أغسطس/آب بسبب وارداتها من النفط الروسي. ورغم ذلك، أكدت موسكو أنها ستواصل تزويد المشترين بالنفط، مشيرة إلى استمرار إمداداتها للهند رغم التحذيرات الأميركية.
الذهب يتراجع مع ترقب ندوة جاكسون هول
تراجعت أسعار الذهب اليوم الخميس مع ترقب المستثمرين لخطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول التي تبدأ لاحقًا اليوم. وانخفض الذهب الفوري 0.25% إلى 3340.20 دولارًا للأوقية، كما تراجعت العقود الأميركية الآجلة 0.19% إلى 3381.40 دولارًا.
توقعات الفائدة تحدد اتجاه الذهب
أظهر محضر اجتماع الفدرالي الأخير أن عضوين فقط صوتا لصالح خفض الفائدة ربع نقطة مئوية، بينما ظل المجلس ثابتًا على موقفه منذ ديسمبر الماضي. وتشير أداة فيد ووتش التابعة لـCME إلى توقعات بنسبة 85% لخفض الفائدة في سبتمبر. ويرى محللون أن الذهب قد يتجه نحو 3400 دولار للأوقية إذا تم خفض الفائدة، أما في حال ثبات السياسة النقدية فقد يستقر بين 3300 و3350 دولارًا.
المعادن النفيسة الأخرى
شهدت أسواق المعادن الثمينة تراجعًا جماعيًا اليوم، حيث انخفضت الفضة بنسبة 0.33% لتسجل 37.78 دولارًا للأوقية. وفي الاتجاه نفسه، تراجع البلاتين 0.88% ليصل إلى 1328.45 دولارًا. كما هبط البلاديوم بنسبة 1.33% ليستقر عند 1100.75 دولارًا، مما يعكس حالة من الضغوط المتزايدة على مختلف المعادن بالتوازي مع ترقب المستثمرين لسياسات الفائدة الأميركية.
في الختام، تعكس التحركات الأخيرة في أسواق الطاقة والمعادن حالة من الترقب والقلق لدى المستثمرين، حيث تدعم قوة الطلب في الولايات المتحدة أسعار النفط، بينما يظل الغموض المحيط بالحرب الروسية الأوكرانية عاملًا مؤثرًا في توقعات السوق. وفي المقابل، يواصل الذهب والمعادن الثمينة الأخرى تراجعها تحت ضغط السياسة النقدية الأميركية واحتمالات خفض الفائدة. وبينما تترقب الأسواق خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي في ندوة جاكسون هول، يبقى المشهد الاقتصادي العالمي مفتوحًا على تقلبات حادة قد تحدد المسار المستقبلي للأسعار.