قال متحدث باسم الحكومة الألمانية يوم الجمعة إن برلين لا تخطط في الوقت الحالي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرًا أن مثل هذه الخطوة قد تكون مضادة للإنتاجية وتُضعف فرص التوصل إلى حل الدولتين عبر المفاوضات مع إسرائيل.
موقف الحكومة الألمانية
أكد المتحدث أن الهدف الأساسي لألمانيا يبقى الوصول إلى تسوية تقوم على حل الدولتين، رغم صعوبة تحقيقه في الوقت الراهن. كما أضاف أن الاعتراف بفلسطين يجب أن يأتي في نهاية العملية التفاوضية، وليس في بدايتها، موضحًا أن أي قرار في هذا التوقيت سيكون “مضادًا للإنتاجية” ويضعف فرص التقدم.
تصريحات وزير الخارجية الألماني
في وقت سابق من أغسطس 2025، وأثناء زيارة إلى الضفة الغربية، أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن برلين تعتبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة مرتبطة بإنجاح عملية السلام، وليست بداية المسار السياسي. وقد جاء ذلك لتوضيح الموقف الألماني بعد جدل أثارته تصريحات سابقة حول احتمال الاعتراف المبكر.
المواقف الدولية المتباينة
في المقابل، أعلنت دول مثل أستراليا، المملكة المتحدة، فرنسا وكندا استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية وفق شروط وظروف مختلفة. ويعكس ذلك تباينًا في المواقف الدولية بشأن توقيت وكيفية الاعتراف بفلسطين، وتأثيره على مسار عملية السلام في الشرق الأوسط.
الأزمة الإنسانية في غزة
في يوليو 2025، وقعت ألمانيا مع بريطانيا وفرنسا بيانًا مشتركًا دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وأكد البيان أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يكون جزءًا من اتفاق شامل، وليس قرارًا منفصلًا عن مسار المفاوضات.
تعليق تصدير الأسلحة لإسرائيل
في خطوة لافتة، أعلنت الحكومة الألمانية في أغسطس 2025 تعليق تصدير بعض الأسلحة إلى إسرائيل، خاصة تلك التي قد تستخدم في العمليات العسكرية داخل غزة. القرار مثل تحولًا ملحوظًا في السياسة الألمانية التقليدية تجاه إسرائيل، وسبب نقاشًا واسعًا حول تأثيره على العلاقات الثنائية.
الرأي العام الألماني
على الرغم من الموقف الرسمي، كشف استطلاع أجرته مؤسسة Forsa أن 54٪ من الألمان يؤيدون الاعتراف بالدولة الفلسطينية الآن، بينما عارضه 31٪ فقط. ويكشف ذلك عن فجوة بين توجهات الرأي العام والسياسة الخارجية الرسمية، ما يضع الحكومة أمام ضغوط داخلية متزايدة.
في النهاية، يأتي الموقف الألماني في وقت تتسارع فيه التحركات الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وبينما تصر برلين على أن الاعتراف يجب أن يكون تتويجًا لمسار تفاوضي ناجح، فإن الضغوط الشعبية والإنسانية قد تدفعها إلى مراجعة موقفها مستقبلًا.