شهدت مدن أسترالية عدة يوم الأحد مظاهرات ضخمة تضامنًا مع الفلسطينيين، وذلك عقب قرار حكومة أنتوني ألبانيزي الاعتراف المشروط بالدولة الفلسطينية. ووفقًا لمنظمة فلسطين أكشن، تم تنظيم أكثر من 40 احتجاجًا في أنحاء البلاد، شملت سيدني، ملبورن، بريسبان، بيرث وأديلايد.
أعداد المشاركين وتباين التقديرات
قدر المنظمون أعداد المشاركين بأكثر من 350 ألف شخص على المستوى الوطني، بينهم نحو 100 ألف في ملبورن و 50 ألف في بريسبان. لكن الشرطة خالفت هذه الأرقام، مشيرة إلى أن الأعداد أقل بكثير ولم تتجاوز 10 آلاف متظاهر في بعض المدن.
وفي أديلايد، وصفت المظاهرة بأنها الأكبر في تاريخ المدينة، فيما شهدت مدينة جييلونغ احتجاجًا أصغر تراوح عدد المشاركين فيه بين 700 و1000 شخص.
شعارات ومطالب المحتجين
رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات مثل “حرروا فلسطين” و”أوقفوا الإبادة في غزة”. كما طالبوا الحكومة الأسترالية بفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، ووقف تجارة الأسلحة معها، وزيادة الدعم الإنساني لسكان غزة الذين يعانون من مجاعة ونقص حاد في الغذاء والدواء.
مشاركة شخصيات بارزة
شهدت المظاهرات مشاركة شخصيات سياسية وحقوقية بارزة، من بينها لاريسا ووترز زعيمة حزب الخضر، و غريس تيم السيدة الأسترالية السابقة، إضافة إلى الصحفية أنطوانيت لاتفوف. وأكدت ووترز أن “الحكومة ستشعر بالضغط، والأستراليون غاضبون من استمرار بيع مكونات السلاح لإسرائيل”.
تصاعد التوتر بين أستراليا وإسرائيل
تأتي هذه الاحتجاجات في ظل أزمة دبلوماسية متصاعدة مع إسرائيل، حيث شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجومًا لفظيًا على نظيره الأسترالي بعد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية في 11 أغسطس. وكانت دول مثل فرنسا وبريطانيا وكندا قد اتخذت خطوات مشابهة مؤخرًا، ما يعكس تغيرًا في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية.
الأزمة الإنسانية في غزة
تزامنت هذه المظاهرات مع تحذيرات منظمات إنسانية من مجاعة وشيكة في غزة، في ظل استمرار الحصار ونقص المساعدات. وتشير تقديرات فلسطينية إلى أن عدد الضحايا تجاوز 60 ألف قتيل منذ بدء الحرب قبل نحو عامين.
تحول في الرأي العام الأسترالي
في النهاية، أظهرت استطلاعات رأي حديثة أن نسبة الأستراليين الذين يدعمون الاعتراف بفلسطين ارتفعت من 35% إلى 45% خلال أغسطس الجاري. ويرى مراقبون أن هذه الموجة من الاحتجاجات هي الأكبر في تاريخ أستراليا الحديث، وقد تعيد تشكيل سياسة البلاد الخارجية تجاه الشرق الأوسط.