قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن القوى الغربية تسعى لإثارة الفتنة داخل إيران بعدما فشلت في إخضاعها عسكريًا. وأوضح أن اجتماعا عُقد في إحدى العواصم الأوروبية مع بداية الحرب الإسرائيلية على إيران بهدف البحث عن بديل للجمهورية الإسلامية.
تصريحات حول الصمود الإيراني
في كلمة ألقاها اليوم الأحد، أكد خامنئي أن “العدو أدرك من خلال صمودنا وهزيمته القاسية في الحرب أنه لا يمكنه إرغامنا على الخضوع لإملاءاته”. كما شدد على أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على فرض إرادتها، معتبرا أن الأزمة مع واشنطن مستمرة لأنها “تريد أن تكون إيران خاضعة لأوامرها”.
تفاصيل الحرب الإيرانية الإسرائيلية
اندلعت الحرب بين إسرائيل وإيران في يونيو/حزيران الماضي واستمرت 12 يوما. و استهدفت إسرائيل خلالها منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية في عمق الأراضي الإيرانية. كما نفذت عمليات اغتيال منظمة استهدفت كبار القادة العسكريين، من بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان، إضافة إلى عدد من العلماء النوويين البارزين. وفي المقابل، ردت طهران بسلسلة من الهجمات الصاروخية المكثفة التي تسببت في دمار واسع وغير مسبوق داخل عدة مدن إسرائيلية.
مشاركة الولايات المتحدة في العمليات
انضمت الولايات المتحدة إلى الحرب عبر شن ضربات جوية استهدفت مواقع نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز. وأعلنت طهران أنها ستُحاسب واشنطن على هذه الهجمات في المستقبل، معتبرة أنها تدخل مباشر يزيد من تعقيد الأزمة.
محادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
رغم الحرب والتوترات، أعلنت إيران أنها ستواصل النقاشات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها قلصت وصول المفتشين إلى بعض المنشآت النووية. وأكد وزير الخارجية عباس عراقجي أن أي تفتيش جديد يحتاج إلى موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي.
ضغوط داخلية للإصلاح السياسي
على المستوى الداخلي، دعا تحالف الإصلاحيين بقيادة الرئيس مسعود بريزشكي إلى تعليق تخصيب اليورانيوم والسماح بعودة الرقابة الدولية. تأتي هذه الدعوات وسط أزمة اقتصادية خانقة، إلا أن التيار المحافظ اعتبرها استسلاما للضغوط الغربية.
تحذيرات من مواجهة جديدة
حذر أحد كبار مستشاري خامنئي من احتمال اندلاع حرب جديدة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، مؤكدا ضرورة تعزيز قدرات إيران الصاروخية والطائرات المسيّرة.
العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية
كشفت تقارير أن جهاز الموساد نفذ عمليات سرية داخل إيران، بينها هجمات بطائرات مسيّرة لتدمير منصات دفاعية قبل الغارات الجوية، ما زاد من حدة الصراع العسكري.
محاولة اغتيال الرئيس الإيراني
شهدت طهران أيضا محاولة اغتيال الرئيس مسعود بريزشكي في 16 يونيو خلال اجتماع حكومي. أصيب بجروح طفيفة أثناء الهجوم، فيما اعتبرت طهران الحادثة جزءا من مساعي زعزعة الاستقرار الداخلي.
في النهاية، يتضح أن الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل لم تكن مجرد مواجهة عسكرية قصيرة، بل محطة فارقة كشفت حجم الصراع الإقليمي وتعقيداته. فالهجمات المتبادلة أظهرت إصرار كل طرف على فرض معادلات جديدة بالقوة، في حين أن التدخل الأميركي زاد من حدة الموقف وأدخل المنطقة في مرحلة أكثر خطورة.
ومع استمرار الضغوط الداخلية والخارجية على طهران، تبقى التحديات قائمة أمام إيران في موازنة صمودها السياسي والعسكري مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد. وفي ظل غياب حلول دبلوماسية حقيقية، يظل شبح التصعيد حاضرا، ما يفتح الباب أمام احتمال اندلاع جولة جديدة من المواجهات.