في حين واصل الجيش الإسرائيلي قصف أطراف مدينة غزة طوال الليل، تركت المزيد من العائلات المدينة وانتقلت نحو الغرب والساحل والجنوب. كما تعرضت ضواحي غزة مثل صبرا والشجاعية وتفاح وكذلك منطقة جباليا لقصف مدفعي وجوي مدمر أدى الى تدمير طرق ومنازل.
وقد وصف أحد سكان غزة المشهد قائلاً إن القصف كان أشبه بزلزال يهز المدينة. وأضاف أن ما يجري ليس مجرد ضربات عسكرية بل محاولة متعمدة لإخافة الناس. ومن ثم أوضح أن الهدف هو دفع العائلات لترك منازلها والنزوح بعيداً عن الأحياء المستهدفة. هكذا تتكرر الصورة يومياً، حيث يتصاعد الخوف وتزداد موجات النزوح مع كل ليلة جديدة من القصف.
تصريحات اسرائيلية وتخطيط لهجوم جديد
كما صرح الجيش الإسرائيلي بأن عملياته تستهدف العثور على الأسلحة وتدمير أنفاق تستخدمها “حماس”. ورغم الاحتجاجات المحلية والادانات الدولية، تستعد إسرائيل لشن هجوم جديد في غزة، معتبرة ان هذا هو آخر معقل لـ «حماس».
قصف مستشفى ناصر وخروقات مروعة
استهدف القصف مستشفى ناصر في خان يونس، وأسفر عن مقتل 20 شخصاً على الأقل، بينهم صحفيون من وكالات مثل رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية والجزيرة.
عدد القتلى والتهجير داخل المدينة
قالت وزارة الصحة في غزة إن 34 شخصاً قُتلوا خلال الليل وفي يوم الثلاثاء، ضمنهم 18 شخصاً حول مدينة غزة كما استمر النزوح داخل المدينة وفي الجنوب نحو مناطق مثل المويصي قرب خان يونس.
احتجاجات اسرائيلية واسعة
في إسرائيل، انطلقت احتجاجات واسعي النطاق تحت شعار “يوم الانقطاع” و”يوم الصمود الوطني”. خرج المحتجون لحجب الطرق ورفع صور الرهائن مطالبين بانهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن. كما عبرت إحدى الأمهات المشاركات في الاحتجاجات عن غضبها بقولها إن الحكومة تخوض حرباً بلا هدف واضح منذ 690 يوماً. ثم تساءلت بمرارة عن مصير الرهائن وكيف يمكن أن يعودوا إلى ديارهم. وانتقلت لتطرح سؤالاً آخر حول من سيحكم غزة بعد الحرب. وأخيراً ختمت حديثها بتساؤل مؤلم عن كيفية إعادة بناء البلاد في ظل هذا الدمار المستمر.
مستقبل غامض بين الحرب والسلام
تواصل غزة دفع ثمن الحرب من أرواح المدنيين ومعاناتهم اليومية، فيما تتزايد الاحتجاجات داخل إسرائيل ضد استمرار النزاع. وبينما يلوح الجيش باجتياح جديد ويستمر المجتمع الدولي في توجيه الانتقادات، يبقى المستقبل غامضاً. فالرهائن لم يعودوا بعد، والمجاعة تزداد حدة، والدمار يخيم على المدينة. وفي ظل غياب رؤية واضحة، يظل السؤال الأهم: هل تقود هذه التطورات إلى نهاية الحرب أم إلى فصل أكثر دموية؟