أعلن المبعوث الأمريكي توماس باراك أن لبنان سيطرح في 31 أغسطس خطة تهدف إلى إقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه، مقابل استعداد إسرائيل لتقديم إطار موازٍ للانسحاب العسكري من الجنوب. كما أكد باراك عقب لقائه الرئيس اللبناني جوزيف عون في بيروت أن الخطة لا تقوم على المواجهة العسكرية، بل على مسار سياسي واقتصادي يهدف إلى إنهاء اعتماد الحزب على السلاح.
حزب الله يرفض المقترحات التدريجية
رفض نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أي مقترحات لربط الانسحاب الإسرائيلي بنزع سلاح الحزب. وأكد أن أي نقاش حول استراتيجية الدفاع الوطنية لن يتم قبل التزام إسرائيل الكامل باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 نوفمبر.
إسرائيل تلمح إلى الانسحاب
في المقابل، أشارت إسرائيل إلى أنها مستعدة لتقليص وجودها العسكري في الجنوب إذا التزمت القوات اللبنانية بخطوات عملية لنزع سلاح حزب الله المدعوم من إيران. ووصف باراك هذا الموقف الإسرائيلي بأنه “تطور تاريخي”، قائلاً: “إسرائيل لا تريد احتلال لبنان، ومستعدة للانسحاب متى رأت خطة واضحة لتنفيذ نزع السلاح”.
البعد الاقتصادي في المبادرة
شدد المبعوث الأمريكي على أن أي خطة جادة يجب أن تأخذ في الاعتبار الأثر الاقتصادي على عشرات الآلاف من مقاتلي حزب الله وعائلاتهم، الذين يعتمدون على التمويل الإيراني. وأوضح أن دول الخليج، مثل قطر والسعودية، مستعدة لدعم الاقتصاد اللبناني، خاصة في الجنوب، من خلال مبادرات توفر بدائل معيشية للمقاتلين. وأضاف أن هناك مباحثات لإنشاء “منتدى اقتصادي” بدعم خليجي وأمريكي يهدف إلى تقديم حلول تنموية مستدامة بعيداً عن النفوذ الإيراني.
خطة أمريكية مرحلية
كشفت تقارير أن واشنطن قدمت خطة شاملة من أربع مراحل، تهدف إلى إنهاء حالة التوتر في لبنان. تبدأ الخطة بخطوة أولى تقوم على نزع سلاح حزب الله تدريجيًا خلال فترة قصيرة، ثم تليها مرحلة انسحاب إسرائيلي مرحلي من الجنوب. وفي الوقت نفسه، تتضمن الخطة تمديد ولاية قوات حفظ السلام الدولية “اليونيفيل” لسنة إضافية لضمان الاستقرار الميداني.
وأخيرًا، تقترح واشنطن عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار بمشاركة الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر، ما يعكس توجهاً لإشراك قوى إقليمية ودولية في دعم لبنان اقتصاديًا وسياسيًا.
تحديات ميدانية وأمنية
تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد المخاطر الأمنية، حيث وقع انفجار في وادي زيقين بجنوب لبنان أثناء تفكيك ذخائر تابعة لحزب الله، ما أسفر عن مقتل ستة جنود لبنانيين. ويؤكد الحادث خطورة المرحلة الانتقالية التي يمر بها لبنان.
مواقف داخلية متباينة
أكد الرئيس جوزيف عون أن نزع السلاح يجب أن يتم عبر الحوار لا بالقوة، معتبرًا أن عام 2025 سيكون “عام احتكار الدولة للسلاح”. وفي السياق نفسه، شدد رئيس الحكومة نواف سلام على أن الهدف الأساسي هو تجنب العودة إلى الحرب الأهلية وتعزيز هيبة الدولة.
ومع ذلك، أوضح رئيس البرلمان نبيه بري أن حزب الله لن يتخلى عن سلاحه حتى في حال انسحاب إسرائيل. ومن جهة أخرى، حذرت قيادة حزب الله من إمكانية تصعيد الاحتجاجات، وصولًا إلى التظاهر أمام السفارة الأمريكية في بيروت، إذا استمرت الضغوط لنزع السلاح.
سياق الصراع المستمر
تأتي هذه التطورات بعد أن تعرض حزب الله لخسائر كبيرة في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، حيث فقد العديد من قادته ومقاتليه. كما تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية تستهدف مواقع مرتبطة بتخزين أسلحة للحزب داخل لبنان.