شنت القوات الروسية هجوماً مكثفاً بالطائرات المسيّرة استهدف منشآت الطاقة والبنية التحتية للغاز في ست مناطق أوكرانية خلال الليل، وفق ما أكدت وزارة الطاقة الأوكرانية. وأسفرت الضربات عن انقطاع الكهرباء عن أكثر من 100 ألف شخص في مناطق بولتافا، سومي، وتشيرنيهيف.
استهداف منشآت الغاز والكهرباء
ذكرت الوزارة أن الهجمات الروسية ألحقت أضراراً كبيرة بالبنية التحتية لنقل الغاز في إقليم بولتافا، كما دُمر جزء من المعدات في محطة فرعية رئيسية بإقليم سومي. ويُعد إقليما بولتافا وخاركيف من أهم مراكز إنتاج الغاز الأوكراني، ما يزيد من خطورة هذه الضربات على إمدادات الطاقة.
تأثيرات مباشرة على السكان والخدمات
أوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن عشرات الآلاف انقطع عنهم التيار الكهربائي نتيجة الهجمات. كما أكد حاكم بولتافا أن التيار عاد تدريجياً للمستهلكين بعد توقف مؤقت. في مدينة سومي، اضطرت مرافق المياه والمستشفيات إلى الاعتماد على مصادر طاقة احتياطية للحفاظ على الخدمات الأساسية.
عدد الطائرات المسيّرة والدفاع الجوي
أكد سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت نحو 95 طائرة مسيّرة، تمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط 74 منها، بينما أصابت 21 طائرة أهدافاً في تسع مواقع مختلفة. هذا التصعيد يوضح محاولات موسكو لإضعاف البنية التحتية للطاقة رغم الجهود الدفاعية المكثفة.
تصعيد روسي قبل موسم الشتاء
ترى وزارة الطاقة الأوكرانية أن هذه الهجمات تمثل استمراراً لسياسة روسيا الممنهجة في استهداف البنية التحتية المدنية قبل موسم التدفئة الشتوي. وأشارت إلى أن منشآت الطاقة في البلاد تعرضت لهجوم أكثر من 2900 مرة منذ مارس 2025، مما أدى إلى تراجع إنتاج الغاز بنسبة 40% في وقت سابق من العام.
تصريحات رسمية وتحذيرات دولية
قال الرئيس زيلينسكي إن هذه الهجمات تؤكد الحاجة إلى دعم دولي أكبر من أجل تعزيز منظومات الدفاع الجوي وحماية البنية التحتية، معتبراً أن روسيا تهدف لاستخدام الطاقة كسلاح لإضعاف أوكرانيا خلال فصل الشتاء.
توضح هذه الهجمات أن الحرب في أوكرانيا دخلت مرحلة جديدة تستهدف بشكل مباشر البنية التحتية للطاقة، ما يجعل ملايين المدنيين عرضة لأزمات إنسانية خانقة خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء. وبينما تؤكد موسكو أن هذه الأهداف مشروعة لدعم عملياتها العسكرية، ترى كييف أن ما يجري هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى إضعاف الدولة وابتزاز شعبها.
في ظل هذا التصعيد المستمر، تظل أوكرانيا بحاجة ماسة إلى دعم دولي أكبر لتعزيز قدراتها الدفاعية وحماية منشآتها الحيوية، مع استمرار الضغط السياسي والاقتصادي على روسيا لوقف استهداف البنية التحتية المدنية.