أعلن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيترأس، يوم الأربعاء، اجتماعًا موسعًا في البيت الأبيض لمناقشة مستقبل غزة. وأوضح ويتكوف أن واشنطن تتوقع التوصل إلى تسوية للحرب في القطاع قبل نهاية العام الجاري، في إطار خطة شاملة لما بعد الحرب.
لقاءات دبلوماسية موازية
بالتزامن مع اجتماع البيت الأبيض، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيلتقي نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر في واشنطن، في الساعة 19:15 بتوقيت غرينتش. هذا اللقاء يأتي لتعزيز التنسيق بين الطرفين بشأن الحرب على غزة وملف الرهائن.
خلفية سياسية
كان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية عام 2024 بإنهاء الحرب في غزة بشكل سريع. ورغم مرور نحو سبعة أشهر على توليه منصبه في يناير، فإن هذا الهدف لم يتحقق بعد. وقد بدأت ولايته بوقف إطلاق نار دام شهرين، لكنه انهار في 18 مارس بعد غارات إسرائيلية أدت إلى مقتل نحو 400 فلسطيني. ومنذ ذلك الحين، تتوالى صور ومعاناة الفلسطينيين بسبب الجوع والدمار، ما أثار انتقادات عالمية واسعة ضد إسرائيل.
تصريحات المبعوث الأمريكي
في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، قال ويتكوف إن “لدينا خطة شاملة سيتم عرضها خلال الاجتماع في البيت الأبيض برئاسة الرئيس”. وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إنهاء الحرب قبل نهاية العام، مؤكداً أن هناك إشارات من حركة حماس بقبولها لمواصلة المفاوضات للوصول إلى تسوية.
الأزمة الإنسانية والمجاعة
الأمم المتحدة حذرت مؤخرًا من أن غزة دخلت في حالة مجاعة فعلية نتيجة عرقلة وصول المساعدات الإنسانية، كما أكدت التقارير وفاة أكثر من 313 شخصًا بسبب الجوع، بينهم 119 طفلًا. ويعيش سكان القطاع أوضاعًا كارثية مع نزوح جماعي وانهيار الخدمات الأساسية.
هذا الوضع زاد من حدة الانتقادات الموجهة لإسرائيل، حيث تواجه اتهامات أمام المحاكم الدولية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، وهي اتهامات تنفيها تل أبيب.
تصعيد عسكري ميداني
على الأرض، واصلت الدبابات الإسرائيلية تقدمها في مدينة غزة، ما أجبر المدنيين على النزوح مجددًا. وفي الضفة الغربية، شنت القوات الإسرائيلية غارة على مستشفى “الناصر” في نابلس، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا، بينهم صحفيون، ما سبب موجة غضب دولية جديدة.
تحولات في خطاب ترامب
رغم تحميله حركة حماس المسؤولية عن الأزمة، أظهر ترامب مؤخرًا قلقًا متزايدًا بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة. هذا التغيير في لهجته يعكس ضغوطًا داخلية، خاصة بعد تراجع التأييد الشعبي الأمريكي للعملية العسكرية وفق استطلاع حديث لمعهد جالوب.
كما أجرى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والسفير ماس هكابي زيارات ميدانية لتقييم احتياجات القطاع بالتنسيق مع منظمات الإغاثة.
يجتمع ترامب مع كبار المسؤولين في واشنطن في وقت حساس، وسط مجاعة خانقة وتصعيد عسكري متواصل. ومع اقتراب نهاية العام، يظل السؤال: هل ستنجح الخطة الأمريكية في إنهاء الحرب، أم ستبقى غزة عالقة في دائرة الدمار والمعاناة الإنسانية؟