شهدت الليلة الماضية توغلاً جديداً للدبابات الإسرائيلية في حي عباد الرحمن شمال غزة، ما أدى إلى تدمير منازل وإصابة عدد من السكان، وفق شهادات محلية. وقال شهود إن أصوات الانفجارات تصاعدت بشكل مفاجئ، ما دفع مئات العائلات إلى النزوح نحو وسط المدينة. وقد أوضح أحد السكان، سعد عبد البالغ من العمر 60 عاماً، أن “الدبابات تقدمت فجأة، وبدأت أصوات القصف تتعالى، فشاهدنا الناس يفرون نحو مناطقنا”.
دعوات لإجلاء المدنيين
أوضحت إسرائيل إنها تستعد لشن عملية عسكرية جديدة في غزة، التي تعتبرها آخر معقل رئيسي لحركة حماس، حيث يعيش نحو نصف سكان القطاع. وعلى الرغم من دعوات الإجلاء، أعلن قادة الكنائس في المدينة أنهم سيبقون في مواقعهم، معتبرين أن مغادرة المدينة “تشكل حكماً بالإعدام”.
اجتماع في واشنطن برئاسة ترامب
أكد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيترأس اجتماعاً في البيت الأبيض لمناقشة الحرب على غزة، كما أشار إلى أن واشنطن تتوقع التوصل إلى تسوية قبل نهاية العام. وفي موازاة ذلك، أعلنت الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيلتقي نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر في واشنطن.
انسحاب جزئي واستمرار القصف
رغم انسحاب بعض الدبابات من أطراف غزة نحو منطقة جباليا، واصلت القوات الإسرائيلية قصف أحياء شرقية مثل الشجاعية والزيتون وصبرا، كما أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل 20 شخصاً بينهم طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات.
من جهتها، قالت إسرائيل إن قواتها تعمل على “تفكيك البنية التحتية الإرهابية”، كما أعلنت مقتل القيادي في حماس محمود الأسود، رئيس جهاز الأمن العام في غرب غزة، فيما لم تؤكد الحركة خبر مقتله.
ضغوط داخلية في إسرائيل
في تل أبيب، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو احتجاجات واسعة تطالب بوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. وفي المقابل، لم تعلن الحكومة الإسرائيلية موقفها من مقترح هدنة لمدة 60 يوماً تدعمه واشنطن، والذي سبق أن وافقت عليه حماس.
حصيلة الخسائر الإنسانية
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 بعد هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر 251 آخرين في إسرائيل، بحسب إحصاءات رسمية. ومنذ ذلك الحين، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 62 ألف شخص وفق وزارة الصحة في غزة، فيما يعاني القطاع من أزمة إنسانية خانقة ونزوح شبه كامل للسكان.
كما أعلنت الوزارة وفاة 10 أشخاص إضافيين بسبب الجوع، ما رفع عدد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية إلى 313 بينهم 119 طفلاً.
في النهاية، إن تطورات الميدان في غزة تكشف عن تصعيد خطير يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين وسط استمرار القصف والنزوح. وبينما تسعى واشنطن لطرح مبادرات جديدة عبر اجتماع يترأسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يبقى مستقبل الهدنة معلقاً بانتظار موقف واضح من الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس. وفي ظل تصاعد الخسائر البشرية والأوضاع الإنسانية المأساوية، تتزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وفتح مسارات آمنة للإغاثة، لكن الطريق إلى تسوية شاملة لا يزال مليئاً بالتحديات.