أعلنت قناة “الإخبارية” السورية الرسمية مقتل ستة جنود سوريين فجر الأربعاء، إثر قصف إسرائيلي نفذته طائرات مسيّرة استهدفت مواقع عسكرية في ضاحية الكسوة جنوب دمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات نُفذت بينما كان المسعفون قد وصلوا إلى المكان، ما ضاعف من حصيلة الضحايا وأثار انتقادات واسعة بشأن الطابع العشوائي للهجوم.
هجوم إضافي في القنيطرة
في اليوم نفسه، شهدت محافظة القنيطرة قصفًا بطائرة مسيّرة إسرائيلية أدى إلى مقتل شخص واحد. واعتبرت وزارة الخارجية السورية أن هذه الضربات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والسلم الإقليمي.
خلفية التوتر في الجنوب السوري
تأتي هذه التطورات بينما تخوض سوريا وإسرائيل محادثات غير مباشرة بوساطة أميركية، تهدف إلى خفض التوتر في الجنوب السوري والتوصل إلى تفاهمات أمنية قد تمهّد لمفاوضات سياسية أوسع. كما شهدت محافظة السويداء الشهر الماضي اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري ومسلحين من الطائفة الدرزية، وهو ما اعتبره مراقبون أحد أسباب تكثيف إسرائيل لتحركاتها العسكرية في المنطقة.
اتهامات متبادلة
قبل يومين، قالت دمشق إن إسرائيل أرسلت نحو 60 جنديًا إلى داخل الأراضي السورية قرب جبل الشيخ (جبل حرمون)، معتبرة ذلك انتهاكًا للسيادة الوطنية. في المقابل، أوضح الجيش الإسرائيلي أن قواته نفذت “عملية روتينية” في جنوب سوريا، نافياً دخولها إلى منطقة بيت جن القريبة من الحدود مع لبنان.
الموقف السوري
أدانت وزارة الخارجية السورية الاعتداءات المتكررة على أراضيها، مؤكدة أنها تقوض الاستقرار الإقليمي وتشكل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين. كما جددت دمشق رفضها لبقاء القوات الإسرائيلية على قمة جبل الشيخ وفي مناطق “الحزام الأمني”.
الموقف الإسرائيلي
من جهتها، تبرر إسرائيل تدخلاتها العسكرية في سوريا بدواعٍ أمنية، مشيرة إلى التزامها “بحماية الطائفة الدرزية” في الجنوب السوري. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس قد أعلن في يناير الماضي أن القوات الإسرائيلية ستبقى بشكل دائم على قمة جبل الشيخ، ما اعتبرته دمشق احتلالًا للأرض السورية.
يعكس القصف الإسرائيلي الأخير على ريف دمشق وما تبعه من سقوط ضحايا بين صفوف الجيش السوري استمرار حالة التصعيد العسكري بين دمشق وتل أبيب، في وقت يفترض أن تشهد فيه المنطقة جهودًا لخفض التوتر عبر وساطات دولية. وبينما تؤكد سوريا أن هذه الهجمات تمثل انتهاكًا للسيادة وتهديدًا للأمن الإقليمي، تبرر إسرائيل تحركاتها بدواعٍ أمنية مرتبطة بحماية حدودها وجماعات محلية.
يبقى السؤال الأبرز: هل تقود هذه الضربات إلى مزيد من الانفجار في الجنوب السوري، أم أن الجهود الدبلوماسية ستنجح في احتواء الموقف ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع؟