صعدت القوات الإسرائيلية يوم الخميس من قصفها على مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 16 فلسطينيا وإصابة العشرات في جنوب القطاع، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة. وقد أكد سكان محليون أن القصف طال ضواحي المدينة، خصوصا أحياء الشجاعية والزيتون والصبرة، ما دفع العديد من العائلات إلى النزوح نحو الساحل بحثا عن الأمان. وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين خلال 24 ساعة فقط إلى 71 شخصا.
إسرائيل تستهدف غزة
تعتبر إسرائيل مدينة غزة آخر معاقل حركة حماس، وتستعد لشن عملية عسكرية واسعة رغم التحذيرات الدولية من وقوع كارثة إنسانية قد تؤدي إلى سقوط آلاف الضحايا وتشريد أكثر من مليون فلسطيني. الجيش الإسرائيلي أعلن أنه يواصل استهداف ما وصفه بـ”بنى تحتية تابعة لمنظمات إرهابية”، مؤكدا مقتل ثلاثة مسلحين خلال يوم واحد، دون توضيح هويتهم.
سقوط ضحايا في رفح وخان يونس
في جنوب القطاع، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن مستشفى ميدانيا في رفح استقبل 31 مصابا بطلقات نارية، أربعة منهم فارقوا الحياة فور وصولهم. وأوضحت أن الإصابات وقعت أثناء محاولة مدنيين الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الغذائية. كما استقبل مستشفى ناصر في خان يونس عشرات الجرحى الذين أصيبوا بالرصاص أثناء تجمعهم قرب مواقع توزيع الغذاء. وأكد مسؤولون طبيون أن معظم الإصابات كانت في الأجزاء العلوية من الجسم وأن حالة الكثير منهم خطيرة.
الأزمة الإنسانية تتفاقم
منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، عقب هجوم مفاجئ شنته حماس أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأسر أكثر من 250 شخصا، يعيش القطاع تحت حصار ومعاناة إنسانية غير مسبوقة. وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد القتلى تجاوز 62 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال. كما توفي 317 شخصا، بينهم 121 طفلا، بسبب الجوع وسوء التغذية منذ بداية الحرب.
غياب أفق سياسي
رغم إعلان حماس موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار يشمل إطلاق سراح بعض الرهائن، إلا أن إسرائيل لم تعلن موقفا رسميا، متمسكة بشرط الإفراج عن جميع الرهائن واستسلام الحركة بشكل كامل. وبينما تتصاعد العمليات العسكرية، يستمر التدهور الإنساني في القطاع مع غياب أي أفق واضح لتسوية سياسية توقف نزيف الدم.
مع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة وسقوط المزيد من الضحايا، تزداد معاناة المدنيين وسط نزوح جماعي وظروف إنسانية بالغة القسوة. وبينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية، يبقى السكان عالقين بين خطر الموت تحت القصف وأزمة الجوع والحرمان. ومع غياب أي أفق سياسي واضح لوقف إطلاق النار، تظل غزة تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث، في انتظار تحرك دولي حقيقي يضع حدا لهذا النزيف المستمر.