في تصعيد خطير، شنت روسيا فجر الخميس هجمات صاروخية وطائرات مسيرة واسعة على العاصمة الأوكرانية كييف وعدة مناطق أخرى، أسفرت عن مقتل 18 شخصًا بينهم أربعة أطفال، وإصابة العشرات. وأكدت السلطات الأوكرانية أن الضربات استهدفت أحياء سكنية ومرافق حيوية، في حين لحقت أضرار بمكاتب الاتحاد الأوروبي والمجلس الثقافي البريطاني في كييف.
تفاصيل الهجمات وأعداد الضحايا
مع طلوع النهار، واصل رجال الإنقاذ البحث تحت أنقاض مبانٍ مدمرة على الضفة اليسرى من كييف، حيث عُثر على جثث جديدة. وقد وصف العمدة فيتالي كليتشكو الهجوم بأنه من أضخم الهجمات التي تعرضت لها المدينة في الأشهر الأخيرة، موضحًا أن 38 شخصًا أصيبوا بجروح مختلفة وأن أضرارًا لحقت بجميع أحياء العاصمة. كما طالت الهجمات 13 موقعًا في أنحاء أوكرانيا، بينها منشآت طاقة، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن عشرات الآلاف من السكان.
ردود فعل دولية غاضبة
الاتحاد الأوروبي أعلن استدعاء المبعوث الروسي بعد تضرر مقره في كييف، كما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الضربات “تُظهر أن الكرملين مستمر في الإرهاب وقتل المدنيين”. كما كشفت أن دول الاتحاد تستعد لحزمة جديدة من العقوبات قد تكون التاسعة عشرة، مع بحث آلية لاستخدام الأصول الروسية المجمّدة لدعم أوكرانيا.
من جانبه، أدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر استهداف مبنى المجلس الثقافي البريطاني، مؤكدًا أن “بوتين يواصل قتل الأطفال وتخريب آمال السلام”.
الموقف الأوكراني والروسي
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف الهجوم بأنه “رد روسي على الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب”، داعيًا إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو. وأضاف على منصة إكس: “روسيا تختار الصواريخ بدلًا من طاولة المفاوضات”. في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات استهدفت منشآت عسكرية وصناعية وقواعد جوية، نافية استهداف المدنيين. كما أشارت إلى أن دفاعاتها الجوية أسقطت أكثر من 100 طائرة مسيرة أوكرانية في سبعة أقاليم.
تطورات ميدانية أخرى
أعلن الجيش الأوكراني أنه تمكن من إسقاط 563 طائرة مسيرة من أصل 600 أطلقتها روسيا، كما دمر 26 من أصل 31 صاروخًا، في مؤشر على فعالية أنظمة الدفاع الجوي. وفي سياق متصل، أدى قصف روسي في منطقة فينيتسيا إلى تدمير مركز للسكك الحديدية، ما تسبب بانقطاع الكهرباء عن نحو 60 ألف شخص.
ومن جهة أخرى، أكدت البحرية الروسية أنها استخدمت زورقًا غير مأهول لإغراق قارب استطلاع أوكراني عند مصب نهر الدانوب، وهو موقع استراتيجي يكتسب أهمية متزايدة لتدفق الوقود والسلع بعد إعاقة الملاحة في البحر الأسود. وفي المقابل، ردت أوكرانيا بهجمات استهدفت مصافي نفط روسية في منطقتي أفبسكي وكويبيشفسكي، في محاولة لتقويض القدرات الاقتصادية لموسكو.
حرب طويلة بلا أفق سلام
منذ فبراير 2022، تواصل الحرب الروسية الأوكرانية بلا حلول سياسية ملموسة رغم محاولات وساطة دولية شملت اجتماعات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيريه الأوكراني والروسي، لكن موسكو تواصل تصعيد هجماتها على المدن والبنى التحتية الحيوية، في وقت يحذر فيه مراقبون من أن الشتاء المقبل سيشهد استهدافًا أكبر لشبكة الطاقة الأوكرانية.