أعلنت منصة واتساب عن طرح ميزة جديدة تحمل اسم مساعد الكتابة الذكي، وهي أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد المستخدمين على إعادة صياغة نصوصهم أو تعديل نبرتها. يمكن للأداة تقديم اقتراحات متعددة مثل الأسلوب الاحترافي، الطريف، الداعم أو حتى التدقيق اللغوي، مما يجعل الرسائل أكثر وضوحًا وتعبيرًا.
الميزة تمنح المستخدم حرية التعديل على النصوص المقترحة أو الاحتفاظ بالصياغة الأصلية، مما يوفر مرونة في التواصل داخل المحادثات اليومية أو المهنية.
كيفية عمل المساعد داخل التطبيق
تظهر الأداة الجديدة على شكل أيقونة قلم داخل مربع الكتابة في المحادثات الفردية والجماعية. بمجرد الضغط عليها، يعرض المساعد النصي البدائل المقترحة فورًا. والمستلم لا يمكنه معرفة أن الرسالة تمت صياغتها أو تحسينها عبر الذكاء الاصطناعي، مما يحافظ على الطابع الطبيعي للمحادثة.
في الوقت الحالي، بدأت الخدمة بالانتشار تدريجيًا لمستخدمي واتساب في الولايات المتحدة وبعض الدول الناطقة بالإنجليزية، على أن يتم توسيعها لاحقًا إلى لغات وأسواق أخرى خلال العام 2025. وحتى الآن، لا تدعم الميزة اللغة العربية.
تفعيل الميزة واختيارات الأسلوب
لتفعيل الميزة، يجب على المستخدم أولًا تشغيل خاصية المعالجة الخاصة (Private Processing) يدويًا من الإعدادات. بعد ذلك، تظهر أمامه خمسة أنماط مختلفة للكتابة يمكن الاختيار بينها، وهي: إعادة صياغة، احترافي، طريف، داعم، أو تدقيق لغوي. وبمجرد تحديد النمط المناسب، يقدم المساعد نصًا جديدًا يمكن اعتماده بالكامل أو دمجه مع النص الأصلي، مما يمنح المستخدم مرونة أكبر في صياغة رسائله.
التركيز على الخصوصية والأمان
أوضحت الشركة أن الأداة تعتمد على تقنية المعالجة الخاصة، التي طورتها ميتا، حيث تتم معالجة النصوص في بيئة آمنة ومعزولة، دون أن تتمكن واتساب أو أي جهة خارجية من الاطّلاع على محتوى الرسائل أو حفظه بعد المعالجة.
هذا النهج مشابه لما تطبقه آبل في تقنية Private Cloud Compute، ويأتي انسجامًا مع التزام واتساب الدائم بحماية خصوصية المحادثات عبر التشفير التام من طرف إلى طرف.
منافسة متصاعدة بين تطبيقات المراسلة
بهذه الخطوة، ينضم واتساب إلى قائمة التطبيقات التي دمجت مساعدين ذكيين للكتابة. ومع ذلك، لا يزال هناك جدل حول جدوى هذه الميزة في المحادثات السريعة مقارنة باستخدامها في الرسائل الطويلة أو الرسمية.
فوائد عملية للمستخدمين والشركات
الميزة تستهدف شرائح متعددة:
- الشركات الصغيرة: تساعدهم على صياغة رسائل احترافية بسرعة عند التواصل مع العملاء.
- المستخدمون العاديون: تمنحهم فرصة لإضافة لمسة مرحة أو ودية إلى محادثاتهم اليومية.
أدوات ذكاء اصطناعي أخرى في واتساب
إلى جانب ميزة مساعد الكتابة الذكي، تختبر واتساب أيضًا ميزة الملخصات الخاصة للرسائل، التي تساعد المستخدمين على تلخيص المحادثات الطويلة بسرعة. وكما في ميزة مساعد الكتابة الذكي، تعتمد هذه الأداة على تقنية المعالجة الخاصة لضمان سرية المحتوى.
إطلاق ميزة مساعد الكتابة الذكي في واتساب تمثل خطوة جديدة نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، مع الحفاظ على خصوصية المستخدمين كأولوية قصوى. وبينما تثير هذه الأدوات نقاشًا حول جدواها في المحادثات السريعة، فإنها تقدم قيمة واضحة للشركات والمستخدمين الأفراد على حد سواء. ومع خطط التوسع إلى لغات وأسواق جديدة، يبدو أن واتساب يسعى لتقديم تجربة أكثر ذكاءً وسلاسة لمليارات المستخدمين حول العالم.