حذرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميرجانا سبوليارك، من أن أي عملية إجلاء جماعي لسكان مدينة غزة ستكون غير آمنة وغير ممكنة، في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي وتدهور الأوضاع الإنسانية. كما أكدت أن “إجلاءً بهذا الحجم لا يمكن أن يتم بطريقة آمنة وكريمة في الظروف الحالية”، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى نزوح جماعي لا تستطيع أي منطقة أخرى في قطاع غزة استيعابه، في وقت يعاني فيه السكان من نقص حاد في الغذاء والمأوى والإمدادات الطبية.
غزة تتحول إلى “منطقة قتال خطرة”
أعلنت إسرائيل أن مدينة غزة أصبحت منطقة قتال خطرة، وأوقفت ما يعرف بـ”التوقفات التكتيكية” التي كانت تسمح بشكل محدود بمرور المساعدات الإنسانية. كما كشفت أنها ستقوم قريبًا بتقليل أو وقف تسليم المساعدات إلى شمال غزة، بما في ذلك وقف إسقاط الطائرات للمساعدات فوق المدينة، وهو ما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية.
الهجوم الإسرائيلي وتوسيع العمليات
تواصل إسرائيل تنفيذ خطتها للسيطرة الكاملة على قطاع غزة، بدءًا من مدينة غزة، بهدف القضاء على حركة حماس بعد ما يقرب من 23 شهرًا من الحرب. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل “دعم الجهود الإنسانية بالتوازي مع العمليات العسكرية والهجومية ضد المنظمات الإرهابية في القطاع لحماية دولة إسرائيل”. في المقابل، دعت السلطات الإسرائيلية المدنيين إلى النزوح جنوبًا، غير أن آلاف الفلسطينيين غير قادرين على المغادرة بسبب الجوع أو المرض أو الإصابات.
نزوح مدنيين دون وجهة آمنة
في الأسبوع الماضي، فرّ حوالي 23 ألف مدني من مدينة غزة، لكن كثيرًا منهم لم يجدوا ملاذًا آمنًا في الجنوب الذي يفتقر للبنية التحتية اللازمة لاستيعاب النازحين. وقالت سبوليارك إن آلاف المدنيين غير قادرين على النزوح أصلًا بسبب الجوع، المرض أو الإصابات، مما يجعل أوامر الإجلاء غير قابلة للتطبيق.
القانون الدولي الإنساني
شددت رئيسة الصليب الأحمر على أن القانون الدولي الإنساني يلزم إسرائيل بضمان حصول المدنيين على المأوى، والأمن، والتغذية عند إصدار أوامر الإجلاء. وأكدت أن هذه الشروط “غير متوفرة حاليًا في غزة”، مما يجعل أي عملية إجلاء غير عملية وغير مفهومة في ظل الظروف الراهنة.