أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر عن توقيع أربع اتفاقيات مع شركات عالمية للتنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط ودلتا النيل، بقيمة تتجاوز 340 مليون دولار. هذه الخطوة تأتي ضمن خطة الحكومة لدعم الاستكشاف وزيادة الإنتاج في ظل تراجع الإنتاج المحلي وارتفاع الطلب الداخلي.
تفاصيل الاتفاقيات
وقعت مصر أربع اتفاقيات مهمة مع شركات عالمية لتعزيز الاستكشاف في البحر المتوسط ودلتا النيل. بداية، أبرمت شل (Shell) اتفاقية بقيمة 120 مليون دولار لحفر ثلاث آبار في منطقة مرنيث البحرية. ومن جانبها، وقعت إيني الإيطالية عقدًا بقيمة 100 مليون دولار لحفر ثلاث آبار في منطقة شرق بورسعيد البحرية، مما يعزز وجودها في السوق المصرية.
أما أرسياس إنرجي (Arcius Energy)، وهي شركة مملوكة بنسبة 51% لـ”بي بي” و49% لذراع الاستثمارات التابعة لـ”أدنوك”، فقد استثمرت 109 ملايين دولار للتنقيب في منطقة شمال دمياط البحرية. وأخيرًا، دخلت زاروبيجنفت الروسية السوق المصرية من خلال اتفاقية بقيمة 14 مليون دولار لحفر أربع آبار برية في منطقة شمال الخاطبة بدلتا النيل. هذه الخطوات مجتمعة تمثل دفعة قوية لقطاع الطاقة المصري وتؤكد ثقة الشركات العالمية في السوق المحلية.
بئران جديدان يدعمان الإنتاج المحلي
كشفت الوزارة عن دخول بئرين جديدين في منطقة West Delta البحرية حيز الإنتاج، مما أضاف نحو 60 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا. هذا الإنجاز يعكس التزام الحكومة برفع معدلات الإنتاج الفعلي بجانب توقيع الاتفاقيات الجديدة.
تراجع الإنتاج المحلي وزيادة الاستيراد
كانت مصر في السابق من أبرز الدول المصدّرة للغاز في المنطقة، لكنها تواجه حالياً تحديات في تلبية الطلب المحلي المتزايد بسبب تراجع الإنتاج من الحقول القديمة وتأخر الاستثمارات الجديدة. كما تشير بيانات المبادرة المشتركة للمنظمات (JODI) إلى أن إنتاج الغاز في مايو الماضي بلغ 3,545 مليون متر مكعب، بانخفاض يفوق 40% مقارنة بشهر مارس 2021.
خطة الحكومة لاستعادة التوازن في 2025
أكدت الحكومة نيتها إعادة الإنتاج إلى مستوياته الطبيعية بدءًا من عام 2025، بعد أن تأثرت معدلاته بتأخيرات مالية وتراجع الاستثمارات الأجنبية. الاتفاقيات الأخيرة تمثل جزءًا من هذه الاستراتيجية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في سوق الطاقة المحلية.
تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة
إلى جانب الاستثمارات الجديدة، تعمل مصر على تعزيز موقعها كمركز إقليمي للطاقة عبر التعاون مع شركاء دوليين، كما وقعت القاهرة اتفاقات مع قبرص وشركات كبرى مثل Total وEni وChevron، لنقل الغاز القبرصي ومعالجته في مصر قبل إعادة تصديره إلى أوروبا.
صفقات استراتيجية مع إسرائيل
وفي إطار التعاون الإقليمي، أعلنت شركة NewMed Energy الإسرائيلية عن صفقة بقيمة 35 مليار دولار لتزويد مصر بكميات ضخمة من الغاز الطبيعي من حقل ليفياثان حتى عام 2029، بهدف تغطية الاحتياجات المحلية وتعزيز التصدير الإقليمي.
أهمية الاتفاقيات لقطاع الطاقة المصري
في النهاية، تمثل هذه الاتفاقيات دفعة قوية لقطاع النفط والغاز المصري، حيث تعكس ثقة الشركات العالمية في السوق المصرية. كما تسهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، وتوفر حلولاً عملية لمواجهة الطلب المتنامي على الطاقة في الداخل، إلى جانب تعزيز صادرات الغاز المسال إلى أوروبا.