شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية، شملت مدن بيت لحم والخليل ورام الله. وفي الوقت نفسه، ذكرت مصادر محلية أن القوات اقتحمت منازل فلسطينيين، من بينهم سيدة، وعبثت بمحتوياتها قبل أن تنقل المعتقلين إلى معسكرات التحقيق. كما واصلت قوات الاحتلال عمليات التفتيش في القرى المجاورة، الأمر الذي تسبب بتصاعد حالة التوتر والقلق بين السكان.
اقتحامات متجددة لباحات الأقصى
بالتزامن مع ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة تحت حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية. وكانت جماعات استيطانية قد دعت إلى تكثيف الاقتحامات خلال شهري سبتمبر وأكتوبر تزامنا مع الأعياد اليهودية، ما يرفع من وتيرة التوتر داخل القدس المحتلة.
تصعيد في قرى رام الله
اقتحمت قوات الاحتلال قرية دير جرير شرق رام الله مستخدمة عدة آليات عسكرية، ثم أطلقت قنابل الغاز والصوت لتفريق الأهالي. وبعد ذلك، نصبت حاجزا عسكريا على مدخل القرية، حيث أوقفت مركبات المواطنين وفتشتها بشكل دقيق، مما أدى إلى أزمة مرورية خانقة وأثار حالة من التوتر بين السكان.
قوة من جيش الاحتلال تقتحم مكان إقامة فعالية في الخليل للمطالبة بتسليم جثامين الشهداء المحتجزة وتعتدي على الأهالي pic.twitter.com/aoKIDraxXZ
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 31, 2025
مخطط استيطاني جديد في الخليل
ذكرت صحيفة إسرائيل هيوم أن رئيس مستوطنة “كريات أربع” في الخليل وضع الحجر الأساس لبناء حي استيطاني جديد قرب بلدة بني نعيم. ويوصف المشروع بأنه إستراتيجي، لأنه يقطع التواصل العربي نحو الحدود الشرقية للخليل، كما يطل على طريق رئيسي يربط مدن جنوب الضفة الغربية. ومن ناحية أخرى، يرى مراقبون أن الحي الجديد سيؤدي إلى محاصرة مزيد من البلدات الفلسطينية، خاصة مع تزامنه مع أوامر هدم صدرت بحق منازل فلسطينية في المنطقة.
جرائم استيطانية وتهجير قسري
في الخليل، قُتلت الناشطة الفلسطينية عوضة هذالين برصاص مستوطن في قرية أمّ الخير أواخر يوليو، في جريمة وثقتها الكاميرات وأثارت إدانات واسعة من منظمات حقوقية. كما أجبرت اعتداءات المستوطنين نحو 30 عائلة فلسطينية قرب رام الله على ترك منازلها بعد سلسلة هجمات شملت إحراق بيوت وتخريب ممتلكات وتسميم مواشٍ.
اقتحامات النقابات في القدس
في خطوة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال مجمع النقابات المهنية بالقدس ومنعت انتخابات نقابة الأطباء، واعتقلت رئيس اللجنة الانتخابية لفترة وجيزة. كما آثار هذا الاقتحام موجة استنكار فلسطيني واسع واعتُبر اعتداءً على المؤسسات المدنية في المدينة المحتلة.
استمرار التصعيد في الضفة وغزة
منذ اندلاع الحرب على غزة، صعدت إسرائيل من عملياتها في الضفة الغربية وشرقي القدس. ووفق إحصاءات فلسطينية، أسفر هذا التصعيد عن استشهاد ما لا يقل عن 1016 فلسطينيا وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18,500 شخص. وفي السياق ذاته، نفذت قوات الاحتلال غارة واسعة على البلدة القديمة في نابلس مستخدمة الدبابات ومئات الجنود، مما زاد من حدة المواجهات وأدى إلى خسائر بشرية وأضرار مادية كبيرة.