أنهى مؤشر S&P 500 تعاملات الجمعة على انخفاض بنسبة 0.64% عند مستوى 6,460.26 نقطة، بعد تسجيله إغلاقاً قياسياً في الجلسة السابقة. وجاء التراجع مدفوعاً بخسائر حادة في أسهم شركات التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها إنفيديا وديل.
سهم ديل تراجع بنحو 9% متأثراً بارتفاع تكاليف تصنيع الخوادم المخصصة للذكاء الاصطناعي وزيادة المنافسة، رغم التوقعات الإيجابية للطلب. أما سهم إنفيديا فقد هبط 3.4% في ثالث يوم على التوالي من التراجعات، بعد أن جاءت نتائجها الفصلية أقل من توقعات المستثمرين رغم استمرار الإنفاق على بنية الذكاء الاصطناعي.
بيانات اقتصادية وتوقعات الفيدرالي
أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية أن إنفاق المستهلكين ارتفع في يوليو بأعلى وتيرة خلال أربعة أشهر، مع تسارع التضخم في قطاع الخدمات. وأكد خبراء أن هذه الضغوط السعرية مرتبطة بالرسوم الجمركية الجديدة وليست دائمة.
يتوقع المتعاملون أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقرر في سبتمبر، رغم إشارات ارتفاع التضخم.
مؤشرات الأسواق الأمريكية
شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعًا ملحوظًا في ختام جلسة الجمعة. فقد انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 1.15% ليغلق عند 21,455.55 نقطة، بينما هبط مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.20% ليستقر عند 45,544.88 نقطة. وفي المقابل، سجلت بعض القطاعات مكاسب واضحة، حيث ارتفعت ستة من أصل 11 قطاعًا ضمن مؤشر S&P 500، وكان في الصدارة قطاع الرعاية الصحية الذي صعد بنسبة 0.73%. هذا الأداء المتباين يعكس حالة الحذر في الأسواق مع استمرار ضغوط التضخم وترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي.
أداء الشركات الأخرى
قفزت أسهم علي بابا بنسبة 13% مدعومة بنتائج قوية في قطاع الحوسبة السحابية، إلى جانب إعلانها عن تطوير شريحة جديدة للذكاء الاصطناعي، ما عزز ثقة المستثمرين. وفي المقابل، تراجعت أسهم مارفيل بنحو 19% بعد أن جاءت توقعات الإيرادات الفصلية دون مستوى التوقعات، مما أثار مخاوف حول أدائها المستقبلي. أما أسهم كاتربيلر فقد خسرت 3.65% نتيجة توقعات بزيادة تكاليف الرسوم الجمركية خلال عام 2025، وهو ما انعكس سلبًا على نظرة المستثمرين للشركة. هذا التباين في أداء الأسهم يعكس بوضوح حالة التقلبات التي تشهدها الأسواق الأمريكية.
مكاسب شهرية للأسواق
رغم الخسائر التي سجلتها الأسواق في جلسة الجمعة، إلا أن الأداء الشهري جاء إيجابيًا للشهر الرابع على التوالي. فقد ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.9% خلال أغسطس، بينما صعد مؤشر داو جونز بنسبة 3.2%. وفي الوقت نفسه، حقق مؤشر ناسداك زيادة بلغت 1.6%. هذه المكاسب الشهرية المتواصلة تعكس ثقة المستثمرين في استقرار الأسواق رغم الضغوط الناتجة عن التضخم والرسوم الجمركية.
أبعاد سياسية واقتصادية
تصريحات عضو الفيدرالي كريستوفر والر جاءت منسجمة مع دعوات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لخفض الفائدة، بينما تستمر معركة قانونية غير مسبوقة حول محاولته إقالة محافظ الفيدرالي ليزا كوك.