يشهد قطاع غزة تصعيدًا خطيرًا، حيث دفعت إسرائيل بدباباتها إلى عمق مدينة غزة، فيما فجرت آليات محملة بالمتفجرات في أحد الأحياء، بالتزامن مع غارات جوية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 19 شخصًا، وفق ما أفاد به مسؤولون فلسطينيون وشهود عيان. وتأتي هذه التطورات بينما أعلنت “الجمعية الدولية لخبراء الإبادة الجماعية” أن الشروط القانونية متوافرة لتوصيف ما يحدث في غزة على أنه إبادة جماعية. ولم يصدر رد فوري من الجانب الإسرائيلي على هذه الاتهامات أو على تفاصيل العملية العسكرية.
خطة إسرائيل للسيطرة على القطاع
تواصل إسرائيل تنفيذ خطتها للسيطرة الكاملة على قطاع غزة، بدءًا من مدينة غزة، بهدف تدمير حركة حماس وإنقاذ 48 رهينة ما زالوا محتجزين منذ نحو عامين من اندلاع الحرب. كما أكد شهود العيان أن القوات الإسرائيلية أدخلت مركبات مدرعة قديمة إلى حي الشيخ رضوان المكتظ، ثم فجرتها عن بعد، ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل ودفع مزيد من العائلات للنزوح.
تحذيرات للسكان
وزعت الطائرات الإسرائيلية منشورات على سكان غزة تدعوهم للتوجه جنوبًا، مؤكدة أن الجيش سيواصل توسعه غرب المدينة. وقال أحد سكان الشيخ رضوان، محمد أبو عبد الله، لوكالة رويترز “كانت ليلة رعب، الانفجارات لم تتوقف والطائرات المسيرة لم تغادر السماء. كثيرون تركوا بيوتهم خوفًا على حياتهم، فيما آخرون لا يعرفون إلى أين يذهبون”.
حصيلة القتلى والمجاعة
وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 98 فلسطينيًا قُتلوا خلال 24 ساعة الماضية نتيجة القصف الإسرائيلي، مشيرة أيضًا إلى وفاة تسعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال بسبب الجوع وسوء التغذية، ليرتفع عدد الضحايا جراء المجاعة إلى 348 على الأقل، بينهم 127 طفلًا. في المقابل، تنفي إسرائيل هذه الأرقام وتقول إن الوفيات ناجمة عن أسباب طبية أخرى.
اجتماع أمني في إسرائيل
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعًا مع مجلسه الأمني لمناقشة هجوم جديد على مدينة غزة التي وصفها بأنها “معقل حماس”. لكن قادة الجيش حذروا من أن العملية قد تعرض حياة الرهائن للخطر. وفي الوقت نفسه، تواصلت الاحتجاجات داخل إسرائيل للمطالبة بوقف الحرب والإسراع في إطلاق سراح الرهائن.
في النهاية، إن تطورات الحرب في غزة تكشف عن أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يواجه المدنيون القصف المستمر والمجاعة والنزوح القسري. وبينما تصر إسرائيل على المضي في عملياتها العسكرية لتحقيق أهدافها المعلنة، تتعالى الأصوات الدولية والمحلية للتحذير من تبعات هذه الحرب على السكان والرهائن معًا. ومع استمرار تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، يظل مستقبل غزة غامضًا، فيما يدفع الأبرياء الثمن الأكبر في هذا الصراع المفتوح.