في تطور لافت، أعلنت المفوضية الأوروبية أن الطائرة التي كانت تقل رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين تعرضت لتشويش على نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية (GPS) أثناء تحليقها فوق الأجواء البلغارية. الحادثة، التي يشتبه بأن روسيا تقف وراءها، لم تؤثر على سلامة الرحلة، حيث هبطت الطائرة بسلام في مطار بلوفديف.
تفاصيل الحادثة
أكدت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية أريانا بوديستا أن السلطات البلغارية أبلغت عن وجود تدخل خارجي متعمد أدى إلى فقدان إشارة نظام الملاحة خلال اقتراب الطائرة من المطار. كما أشارت إلى أن التحقيقات الأولية ترجح أن هذا التشويش ناتج عن تدخل روسي مباشر.
خلفية الجولة الأوروبية
تأتي هذه الحادثة بينما تقوم فون دير لاين بجولة تستمر أربعة أيام تشمل دول الاتحاد الأوروبي الحدودية مع روسيا وبيلاروسيا. الجولة تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والدفاعي، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة المرتبطة بالحرب الروسية في أوكرانيا.
ما هو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)؟
نظام تحديد المواقع العالمي أو GPS هو شبكة من الأقمار الصناعية الأمريكية التي توفر خدمات الملاحة وتحديد المواقع بدقة عالية. وقد بدأ تطوير هذا النظام عام 1973، لكنه أصبح عمليًا بشكل كامل عام 1995. ويعتمد عمله على إشارات مرسلة من عدة أقمار صناعية، إذ يحتاج الجهاز إلى استقبال أربع إشارات على الأقل ليحسب الموقع بدقة.
وتستخدم من خلاله التقنية في الملاحة الجوية والبحرية والبرية، كما تدخل في التطبيقات المدنية اليومية مثل الهواتف الذكية وخدمات الطوارئ. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة محاولات متكررة لتشويش وتضليل إشاراته، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا لسلامة الطيران والأمن الأوروبي.
الموقف الأوروبي والبلغاري
أكدت بوديستا إن ما جرى “يؤكد على أهمية المهمة التي تنفذها الرئيسة في الدول الأعضاء الواقعة على خط المواجهة”، مشددة على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل زيادة استثماراته في مجال الدفاع والجاهزية الأمنية. وأضافت أن فون دير لاين عاينت بنفسها التحديات اليومية الناجمة عن التهديدات الروسية ووكلائها. في المقابل، أصدرت السلطات البلغارية بيانًا أكدت فيه أن “الإشارة الفضائية المستخدمة في نظام الملاحة للطائرة تعطلت، وفقد الاتصال بنظام الملاحة عند اقتراب الطائرة من مطار بلوفديف”. وأوضحت أن الرحلة هبطت بسلام رغم هذا الخلل.
دلالات الحادثة
يرى محللون أن حادثة التشويش تحمل رسائل سياسية وأمنية من موسكو إلى بروكسل، خاصة أن فون دير لاين تُعد من أبرز المنتقدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما تعكس هذه الواقعة حجم المخاطر الأمنية المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، وتدفع الاتحاد الأوروبي لمزيد من الاستثمار في أنظمة الدفاع والتقنيات المضادة للتشويش.