شهدت أفغانستان ليلة دامية بعد زلزال مدمّر بلغت قوته 6 درجات على مقياس ريختر، ضرب إقليم كونار قرب مدينة جلال آباد في ولاية ننغرهار، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 800 شخص وإصابة أكثر من 2500 آخرين، وفق أرقام أعلنتها حكومة طالبان.
وقع الزلزال عند الساعة 11:47 مساءً وعلى عمق 8 كيلومترات فقط، ما زاد من قوته التدميرية. وأكدت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن مركزه كان على بعد 27 كيلومترًا شرق جلال آباد. تبعته أكثر من 13 هزة ارتدادية، بينها واحدة بقوة 5.2 درجات.
عمليات إنقاذ تحت الأنقاض
انتشرت مشاهد مأساوية لمدنيين يحاولون انتشال أحبائهم من تحت الركام بأيديهم. فرق الدفاع المدني والجيش سارعت إلى المناطق المتضررة، لكن صعوبة الوصول بسبب الطرق المقطوعة أجبرت فرق الإغاثة على السير لساعات طويلة للوصول إلى الناجين. كما استقبلت المستشفيات في ننغرهار وكونار مئات المصابين عبر طائرات مروحية وسيارات إسعاف. كما أُطلقت حملات للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى.
شهادات من قلب المأساة
أحد سكان منطقة نورغل وصف المشهد قائلاً: “الأطفال تحت الأنقاض، كبار السن تحت الأنقاض، الشباب تحت الأنقاض. نحتاج إلى المساعدة العاجلة.” فيما روى الناجي صادق الله من منطقة مزار دارا: “انهار البيت فوق عائلتي. أنقذت بعض أطفالي لكنني فقدت زوجتي واثنين من أبنائي.”
تحديات إنسانية مضاعفة
التقارير الدولية أكدت أن الكارثة تفاقم من الوضع الإنساني الهش أصلًا في أفغانستان. برنامج الأغذية العالمي ومنظمات إغاثية مثل CARE حذّرت من أن آلاف الأسر لم تتلق المساعدة حتى الآن، رغم مرور ساعات طويلة على الكارثة. كما كشفت تقارير أن النساء والأطفال يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الطارئة بسبب نقص الكوادر النسائية الطبية في المناطق المتأثرة.
استجابة إنسانية ودولية
وزارة الصحة الأفغانية أكدت أن الأعداد مرشحة للارتفاع مع استمرار انتشال الضحايا. الأمم المتحدة ولجنة الإنقاذ الدولية حذرتا من أن حجم الكارثة سيفاقم الأزمة الإنسانية القائمة في البلاد، خصوصاً مع عودة ملايين اللاجئين من باكستان وإيران.
وقد دعا المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم، مؤكداً أن الزلزال جاء ليضيف “الموت والدمار” إلى أزمات الجفاف والفقر والنزوح.
تضامن إقليمي
الهزات شعر بها سكان باكستان، بما في ذلك العاصمة إسلام آباد، دون تسجيل خسائر بشرية. رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أعرب عن تعازيه واستعداده لتقديم المساعدة.
كارثة جديدة بعد زلزال 2023
يُذكر أن أفغانستان شهدت في أكتوبر 2023 زلزالاً بلغت قوته 6.3 درجات وأسفر عن مقتل نحو 4000 شخص بحسب حكومة طالبان، فيما قدرت الأمم المتحدة حصيلة الضحايا آنذاك بـ1500 فقط. الكارثة الجديدة مرشحة لأن تكون أكثر فتكاً وأشد تأثيراً على الوضع الإنساني في البلاد.