شهدت منطقة جبل مرة في إقليم دارفور وسط السودان انهيارًا أرضيًا مدمّرًا يوم الأحد، أدى إلى مقتل ما يزيد عن ألف شخص بعد أن طمر قرية تاراسين بالكامل. وأكدت حركة تحرير السودان أن القرية “اختفت تمامًا من الوجود”، مشيرة إلى أن الناجي الوحيد تم العثور عليه بين الركام.
مناشدات عاجلة للمجتمع الدولي
أطلقت الحركة نداءً عاجلًا للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم وانتشال الجثث. وقال عبد الواحد محمد نور، زعيم الحركة، إن حجم الكارثة “يفوق الوصف”، داعيًا لتدخل دولي سريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
تفاعل السلطات السودانية
المجلس السيادي الحاكم في الخرطوم أعلن الحداد على الضحايا، مؤكدًا تسخير “كل الإمكانيات المتاحة” لمساعدة سكان المنطقة المنكوبة. لكن وعورة التضاريس وصعوبة الوصول للقرية جعلت عمليات الإنقاذ معقدة، حيث لا يمكن الوصول إليها إلا سيرًا على الأقدام أو عبر الدواب.
مشاهد مأساوية من جبل مرة
أظهرت مقاطع مصورة نشرتها منصات محلية مساحة واسعة مسطّحة بين الجبال، بينما يبحث الأهالي بين الركام عن جثث الضحايا. وأفاد مزارعون من القرى المجاورة أن الأمطار الغزيرة استمرت لأسابيع، ما أدى إلى تهيئة الأرض لانهيار ضخم ابتلع القرية بأكملها.
جبل مرة: موقع طبيعي وتراث عالمي
تقع قرية تاراسين في وسط جبل مرة، وهو سلسلة بركانية يزيد ارتفاعها عن 3 آلاف متر وتعد من مواقع التراث العالمي. المنطقة معروفة بانخفاض حرارتها وغزارة أمطارها مقارنة بالمناطق المحيطة. لكنها أصبحت اليوم بؤرة مأسوية لواحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ السودان الحديث.
كوارث متكررة بفعل الأمطار الموسمية
الانهيار الأرضي يأتي في وقت يعاني فيه السودان من كوارث موسمية متكررة بسبب الأمطار الغزيرة الممتدة من يوليو حتى أكتوبر. العام الماضي، أدى انهيار سد في ولاية البحر الأحمر إلى مقتل 30 شخصًا على الأقل.
الأزمة الإنسانية في دارفور
المنظمات الإنسانية مثل “أطباء بلا حدود” حذرت مؤخرًا من أن سكان دارفور يعيشون في عزلة قسرية منذ أكثر من عامين نتيجة الحرب المشتعلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقد وصفت هذه المناطق بأنها “ثقوب سوداء” خارجة عن أي استجابة إنسانية فعلية.
كارثة تتزامن مع حرب مدمرة
تأتي هذه المأساة بينما يشهد السودان حربًا أهلية منذ أبريل 2023 أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص وشردت 14 مليونًا، فيما يعيش أكثر من 30 مليونًا بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية. الأمم المتحدة تتحدث عن انتهاكات واسعة ترقى إلى جرائم حرب، في حين يواصل ملايين السودانيين مواجهة المجاعة والنزوح.