استقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين بوصفه “الصديق القديم”، خلال سلسلة من الاجتماعات في بكين. يأتي هذا اللقاء في وقت تواجه فيه موسكو وبكين تحديات متزايدة من الولايات المتحدة، ما يعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
تعمق التعاون بعد حرب أوكرانيا
شهدت العلاقات الصينية الروسية تطورًا ملحوظًا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022. ورغم العقوبات الغربية، واصلت الصين تقديم شريان اقتصادي لروسيا عبر استمرار التبادل التجاري. بوتين أكد أن مستوى العلاقات مع بكين وصل إلى “أعلى درجاته التاريخية”.
اتفاقيات جديدة في مجال الطاقة والتأشيرات
أعلنت الصين بعد المحادثات عن بدء تطبيق سياسة دخول دون تأشيرة لمدة 30 يومًا للمواطنين الروس. كما وقّعت شركة غازبروم الروسية مذكرات مع شركات صينية لبناء خط أنابيب جديد للغاز وتعزيز الإمدادات عبر المسارات الحالية، مما يعكس عمق التعاون الاقتصادي بين الطرفين.
حضور مشترك في قمم دولية
اللقاء بين بوتين وشي جاء على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية، حيث اجتمع القادة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. هذه القمة أكدت سعي الصين وروسيا لتعزيز دورهما في النظام الدولي، خصوصًا في ظل السياسات الأميركية.
البعد التاريخي والرمزي
بوتين ذكر بالعلاقات التاريخية التي جمعت موسكو وبكين خلال الحرب العالمية الثانية، مؤكدًا: “كنا معًا في الماضي، وما زلنا معًا اليوم”. كما حضر الزعيمان احتفالات بالذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية، في خطوة رمزية لإبراز تلاحم المصالح الاستراتيجية.
تحديات أمام النظام العالمي
ترى بكين أنها لا تسعى لإسقاط النظام الدولي القائم، بل لإعادة تشكيله بما يخدم مصالحها. وطرح شي مبادرة لبناء “نظام عالمي أكثر عدالة وإنصافًا”، فيما أكد خبراء صينيون أن بكين وموسكو مضطرتان للتعاون لمواجهة الضغوط الأميركية والعقوبات الغربية.
تعاون ثلاثي مع منغوليا
إلى جانب اللقاء الثنائي، عقد شي وبوتين اجتماعًا ثلاثيًا مع رئيس منغوليا أوخنا خورلسوخ. وتركزت المحادثات على التعاون الإقليمي والتنمية المشتركة، رغم الجدل حول زيارة بوتين السابقة إلى منغوليا عام 2024 التي أثارت انتقادات دولية بسبب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.
تظهر لقاءات شي جين بينغ وفلاديمير بوتين عمق العلاقات الصينية الروسية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الأمني. ومع استمرار الضغوط الأميركية والعقوبات الغربية، يبدو أن بكين وموسكو تتجهان نحو توسيع تحالفهما الاستراتيجي لتعزيز نفوذهما في الساحة الدولية.