شهدت أسعار الذهب تراجعًا يوم الخميس بعد أن سجلت مستوى قياسيًا جديدًا، حيث لجأ المستثمرون إلى جني الأرباح، فيما تتجه الأنظار إلى بيانات الوظائف الأميركية لتحديد المسار المقبل لسياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
تراجع الأسعار بعد صعود قياسي
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5٪ ليصل إلى 3541.78 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 10:41 بتوقيت غرينتش، في حين تراجعت عقود الذهب الأميركية الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 1٪ لتسجل 3600.90 دولارًا. وكان الذهب قد بلغ الأربعاء مستوى تاريخيًا عند 3578.50 دولارًا مدعومًا بتوقعات خفض الفائدة وتصاعد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.
توقعات خفض الفائدة الفيدرالية
أشارت بيانات وزارة العمل الأميركية إلى تراجع فرص العمل إلى 7.181 مليون في يوليو، وهو انخفاض يفوق التوقعات. هذا التراجع عزز التقديرات بأن الفيدرالي سيخفض الفائدة قريبًا، حيث تُظهر أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME أن الأسواق تسعّر باحتمال 98٪ خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر.
تأثير بيانات الوظائف على تحركات الذهب
المستثمرون يترقبون تقارير البطالة الأسبوعية وبيانات الوظائف غير الزراعية، والتي ستحدد اتجاه الذهب في الأيام المقبلة. وقالت المحللة في شركة StoneX، رونا أوكونيل: “إذا جاءت بيانات البطالة أعلى من المتوقع فقد نشهد ارتفاعًا في الأسعار، أما إذا كانت أقل فسيؤدي ذلك إلى تراجع جديد”.
مؤشرات إضافية تدعم أسعار الذهب
توقعت مؤسسة غولدمان ساكس أن يواصل الذهب مساره التصاعدي، مع إمكانية تجاوزه مستوى 4000 دولار للأونصة بحلول منتصف عام 2026، بل وقد يقترب من 5000 دولار إذا قام المستثمرون بتحويل جزء من أصولهم من السندات الأميركية نحو المعدن النفيس.
وفي الوقت نفسه، ساعد تراجع الدولار الأميركي على تعزيز الطلب على الذهب، خصوصًا بعد أن سجّل سعره مستوى قياسيًا جديدًا بلغ 3545 دولارًا للأونصة، وهو الأعلى في تاريخه. ومن جهة أخرى، تشير تقارير اقتصادية إلى أن الضغوط السياسية على الاحتياطي الفيدرالي قد تؤثر في استقلاليته، ما يدفع العديد من المستثمرين إلى الابتعاد عن السندات والاتجاه نحو الذهب كملاذ أكثر أمانًا.
وعلى الصعيد الدولي، أظهرت الأسواق الآسيوية تحسنًا ملحوظًا مدعومًا بتوقعات خفض الفائدة وضعف بيانات الوظائف الأميركية، الأمر الذي زاد من جاذبية المعدن الأصفر كخيار استثماري استراتيجي.
الذهب كملاذ آمن في ظل الاضطرابات
عادة ما يحقق الذهب أداءً جيدًا في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وأوقات عدم اليقين. وبحسب مذكرة من “غولدمان ساكس”، فإن تنويع المستثمرين لمحافظهم بشكل أكبر نحو الذهب قد يدفع الأسعار لتتجاوز 4000 دولار بحلول منتصف 2026.
تراجع المعادن الأخرى
شهدت المعادن الثمينة الأخرى تراجعًا ملحوظًا بالتوازي مع انخفاض الذهب. فقد انخفضت الفضة بنسبة 0.6٪ لتسجل 40.95 دولارًا للأونصة، وذلك بعد أن لامست أعلى مستوى لها منذ سبتمبر 2011. وفي سياق متصل، هبط البلاتين بنسبة 2.2٪ ليستقر عند 1390.10 دولارًا، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 0.9٪ مسجلًا 1137.68 دولارًا للأونصة. هذا التراجع يعكس ضغوط الأسواق العالمية وتقلبات الطلب الاستثماري على المعادن الصناعية والنفيسة على حد سواء.
يظل الذهب في دائرة الضوء مع استمرار المخاوف الاقتصادية العالمية وترقب قرارات الفيدرالي الأميركي. وبينما يستفيد المعدن النفيس من بيئة الفائدة المنخفضة، تظل بيانات سوق العمل هي العامل الأكثر تأثيرًا في حركته القصيرة الأجل.