أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الخميس 4 سبتمبر 2025 عن رصد صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل. وأوضح البيان أن الصاروخ سقط في منطقة مفتوحة خارج الأراضي الإسرائيلية دون تفعيل صافرات الإنذار. وتُعد هذه ثالث محاولة إطلاق خلال أقل من 24 ساعة، في مؤشر على تصعيد خطير من جانب الحوثيين المدعومين من إيران.
تصاعد هجمات الحوثيين
تشهد المنطقة في الآونة الأخيرة تصعيدًا متزايدًا من جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن. فقد كثف الحوثيون إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل. وتأتي هذه الهجمات، بحسب تصريحاتهم، كخطوة أولية للرد على الضربات الإسرائيلية ضد اليمن، إضافة إلى إعلانهم أنها تعبير عن “تضامن مع الفلسطينيين”. وفي المقابل، فإن معظم هذه الصواريخ والمسيّرات إما تم اعتراضها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، أو سقطت قبل أن تصل إلى أهدافها.
الرد الإسرائيلي
ردًا على الهجمات، شنت إسرائيل سلسلة غارات على مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، شملت ميناء الحديدة الاستراتيجي. وأسفرت إحدى الضربات في أغسطس عن مقتل قيادات بارزة، بينهم رئيس الوزراء الحوثي ووزير الدفاع ورئيس الأركان. كما صعد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، من لهجته مهددًا الحوثيين بما وصفه بـ”العشر ضربات التوراتية”، مثل “ضربة الظلام” و”ضربة البكر”، في رسالة رمزية قوية تعكس نية التصعيد.
هجوم سابق على مطار بن غوريون
في مايو 2025، أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا على مطار بن غوريون قرب تل أبيب، ما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص وتعليق الرحلات الجوية مؤقتًا. هذا الهجوم اعتبر سابقة خطيرة لأنه استهدف منشأة مدنية حيوية داخل إسرائيل.
تهديد الملاحة في البحر الأحمر
منذ اندلاع حرب غزة، وسّع الحوثيون نطاق عملياتهم لتشمل استهداف السفن في البحر الأحمر. كما نفذوا أكثر من 100 هجوم على سفن تجارية، ما أدى إلى إرباك الملاحة الدولية وإثارة مخاوف جدية بشأن أمن التجارة العالمية عبر هذا الممر البحري الحيوي.
في النهاية، إن التطورات الأخيرة بين إسرائيل والحوثيين في اليمن تكشف عن اتساع رقعة الصراع الإقليمي. فمع تزايد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة، وردود إسرائيل العسكرية والسياسية، يظل البحر الأحمر والمجال الجوي الإسرائيلي في قلب التوترات. هذه الأحداث قد تشكل تهديدًا متزايدًا للأمن الإقليمي والدولي في ظل استمرار الحرب في غزة.