خلال احتفالات الصين بذكرى استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، اجتمع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش عرض عسكري ضخم في بكين بمناسبة ذكرى استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية. كما أكد كيم أن بلاده ستقدم “الدعم الكامل” لروسيا باعتباره “واجبًا أخويًا”، فيما وصف بوتين العلاقات مع بيونغ يانغ بأنها “خاصة ومبنية على الثقة والتحالف”.
اجتماع ثلاثي مع شي جين بينغ
اللقاء جمع كيم وبوتين بالرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش عرض عسكري ضخم في بكين، وهو أول اجتماع علني يجمع القادة الثلاثة منذ حقبة الحرب الباردة. واعتبر محللون هذه الخطوة انتصارًا دعائيًا مهمًا لكيم، الذي ظهر مبتسمًا بجانب بوتين وشي في صور بثتها وسائل الإعلام الرسمية.
دعم عسكري مباشر من كوريا الشمالية لروسيا
ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن كيم وبوتين ناقشا القضايا الدولية والإقليمية بتفصيل، وأشاد بوتين بمشاركة الجنود الكوريين الشماليين إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا. ووفقًا لتقديرات الاستخبارات الكورية الجنوبية، قُتل نحو 2000 جندي كوري شمالي يقاتلون لصالح روسيا، فيما تخطط بيونغ يانغ لإرسال 6000 جندي إضافي بينهم 1000 مقاتل موجودون بالفعل في الأراضي الروسية.
عمال بناء وإزالة ألغام إلى روسيا
في خطوة عملية جديدة، تخطط كوريا الشمالية لإرسال نحو 1000 عامل إزالة ألغام و5000 عامل بناء إلى منطقة كورسك الروسية، للمساعدة في إعادة الإعمار بعد الدمار الذي خلفته الحرب. هذه الخطوة تعكس انتقال الشراكة بين البلدين من الدعم العسكري إلى البُعد الاقتصادي واللوجستي.
تدريب مشترك وتطوير القدرات
تقارير غربية كشفت أن نحو 9500 جندي كوري شمالي تلقوا تدريبات مكثفة على أساليب الهجوم “بالموجات البشرية”، إضافة إلى تطوير خبراتهم في استخدام الطائرات بدون طيار وأنظمة التوجيه الصاروخي بالتعاون مع روسيا، ما يعكس تصعيدًا في مستوى التنسيق العسكري.
لقاء امتد لساعتين ونصف
الاجتماع بين كيم وبوتين استمر نحو ساعتين ونصف، ناقش خلاله الجانبان خططًا طويلة الأمد لتعزيز التعاون الاستراتيجي، وأكدا “الإرادة الراسخة” لرفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى. اللافت أن اللقاء اختتم بمشهد ودّي غير رسمي، حيث تبادل كيم وبوتين العناق قبل المغادرة، ما أضفى طابعًا شخصيًا على اللقاء الرسمي.
خلفية أمنية صارمة حول كيم
بعد انتهاء المحادثات، التُقطت صور لمساعدي كيم وهم ينظفون الكرسي والطاولة التي جلس عليها، في خطوة فسّرها خبراء بأنها إجراء أمني صارم يهدف إلى منع أي محاولة للحصول على معلومات صحية عن الزعيم الكوري الشمالي.
معاهدة دفاع مشترك
يُذكر أن العام الماضي شهد توقيع كوريا الشمالية وروسيا على معاهدة دفاع مشترك، تنص على تقديم الدعم المتبادل في حال تعرض أي من البلدين لهجوم مسلح. هذه الخطوة عززت التحالف العسكري بين بيونغ يانغ وموسكو في مواجهة الغرب.
لقاء كيم جونغ أون وفلاديمير بوتين في بكين لم يكن مجرد حدث بروتوكولي، بل عكس تحالفًا متناميًا يربط كوريا الشمالية وروسيا في ظل صراع مفتوح مع الغرب. الدعم العسكري المباشر، وإرسال العمال إلى مناطق الحرب، إضافة إلى توقيع معاهدات دفاع مشترك، كلها مؤشرات على شراكة استراتيجية مرشحة للتصاعد في الفترة المقبلة. وبينما يحاول كيم تعزيز مكانته الدولية، يجد بوتين في بيونغ يانغ شريكًا قادرًا على تخفيف الضغوط الغربية، لتظل هذه العلاقة محط أنظار العالم ومثار قلق خصومهما.