يشهد العالم غداً الأحد حدثاً فلكياً استثنائياً مع ظهور القمر الدموي خلال خسوف كلي للقمر، سيكون مشهده أوضح في قارة آسيا، فيما يمكن رصده أيضاً في العالم العربي وأجزاء من أوروبا وأفريقيا، في حدث ينتظره الملايين من عشاق الفلك حول العالم.
تفاصيل الظاهرة الفلكية
يحدث الخسوف عندما تصطف الشمس والأرض والقمر على خط واحد، ويكون القمر بدراً. يدخل القمر تدريجياً في ظل الأرض، مما يحجب أشعة الشمس المباشرة عنه ويحوّل لونه من الأبيض الساطع إلى الأحمر الداكن.
يبدأ الخسوف عند دخول القمر في الظل الباهت في الساعة 15:28 بتوقيت غرينتش، ثم ينتقل تدريجياً إلى مرحلة الخسوف الجزئي عند 16:27 تقريباً. بعد ذلك، يدخل القمر مرحلة الظل الكامل بين 17:30 و18:52، حيث يصل المشهد إلى ذروته في 18:11. ومع استمرار التحول البصري المذهل، تنتهي جميع مراحل الخسوف كلياً قرابة 20:55 بتوقيت غرينتش، مما يجعل الحدث ممتداً لعدة ساعات متواصلة ويمنح فرصة واسعة للرصد والتأمل.
تُعد الهند والصين وشرق أفريقيا وغرب أستراليا من أفضل المناطق لمشاهدة الخسوف بوضوح. ومع ذلك، يمكن رصد الظاهرة في أماكن أخرى بشرط توفر أجواء مناسبة. وبخلاف كسوف الشمس، لا تحتاج هذه المشاهدة إلى معدات خاصة أو نظارات واقية، إذ يكفي وجود سماء صافية وموقع مفتوح يمنح رؤية كاملة للقمر أثناء مروره بمراحله المختلفة.
لماذا يظهر القمر باللون الأحمر؟
يوضح علماء الفلك أن اللون الأحمر الذي يظهر على سطح القمر ينتج عن مرور أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض. وخلال هذه العملية، تتشتت الأطوال الموجية الزرقاء لأنها أقصر وأسهل في التبعثر. وفي المقابل، تمر الأطوال الموجية الحمراء بشكل أكبر لتصل إلى سطح القمر. وهكذا ينعكس الضوء ليمنحه ذلك اللون الأحمر المميز الذي يشبه لون الدم.
أهمية الحدث الفلكي
يُعد هذا الخسوف الكلي الثاني خلال العام الجاري بعد الخسوف الذي وقع في مارس الماضي. ومع ذلك، فإنه يشكل مقدمة لسلسلة من الأحداث الفلكية المقبلة، أبرزها الكسوف الشمسي الكبير المتوقع في 12 أغسطس 2026. وفي الوقت نفسه، يمثل هذا الحدث فرصة ثمينة لهواة الفلك والمصورين لتوثيق مشهد نادر يجمع بين روعة السماء ودقة الظواهر الكونية.
يُعد خسوف الغد حدثاً فلكياً بارزاً يتيح لسكان عدة قارات متابعة مشهد “القمر الدموي”. ومع غياب الحاجة إلى أدوات خاصة، يكفي أن يكون الطقس صافياً لمشاهدة القمر وهو يتلون تدريجياً بالأحمر في واحدة من أروع الظواهر الكونية.