أصدرت حركة حماس يوم الجمعة مقطع فيديو يظهر اثنين من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين منذ هجوم أكتوبر 2023 على مهرجان موسيقي. ظهر في الفيديو غاي جلبوع-دلال وألون أوهل، وأكد الأول أنه محتجز في مدينة غزة مع عدد من الرهائن الآخرين، معبّراً عن خوفه من القصف الإسرائيلي المتواصل. الرهينتان هما ضمن 48 شخصاً ما زالوا محتجزين في القطاع، بينما يُعتقد أن نحو 20 فقط على قيد الحياة.
القصف الإسرائيلي على غزة
الجيش الإسرائيلي أعلن أنه يسيطر على نحو 40% من مدينة غزة و75% من مجمل القطاع. وفي الجمعة الأخيرة قصف مبنى مرتفع غرب المدينة، قائلاً إنه كان يُستخدم من قبل حماس. لكن إدارة المبنى نفت ذلك مؤكدة أنه كان مأوى للنازحين. وأظهرت لقطات مصورة انهيار المبنى وتصاعد الدخان فوق مخيمات مكتظة بالمدنيين.
ضحايا متزايدون
وزارة الصحة في غزة ذكرت أن 30 فلسطينياً قُتلوا الجمعة، بينهم 20 في مدينة غزة وحدها. وشهدت الأحياء المحيطة بالمدينة قصفاً عنيفاً دفع عائلات كثيرة للتفكير في النزوح، وسط مخاوف من عدم القدرة على العودة.
ردود الفعل الدولية والإسرائيلية
أدانت منظمات حقوقية بارزة، مثل هيومن رايتس ووتش، نشر مقاطع الرهائن، واعتبرتها جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للمعايير الإنسانية. في المقابل، وصفت الحكومة الإسرائيلية الفيديو بأنه دعاية قاسية تهدف إلى التأثير النفسي على المجتمع. وفي الوقت نفسه، خرج آلاف المتظاهرين في تل أبيب مطالبين بوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عن الرهائن. ومن ناحية أخرى، دعا يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، إلى استئناف المفاوضات سريعاً باعتبارها الطريق الوحيد لتحقيق تقدم في هذه الأزمة.
مواقف متباينة
يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإصرار على أن إطلاق جميع الرهائن واستسلام حماس هما الشرطان الأساسيان لوقف العمليات العسكرية. وفي الاتجاه نفسه، طالب وزير الأمن القومي المتشدد إيتمار بن غفير بفرض احتلال كامل على قطاع غزة، معتبراً أنه الحل الحاسم. لكن في المقابل، حذّر الجيش الإسرائيلي من أن استمرار التصعيد قد يشكل خطراً كبيراً على حياة الرهائن، مما يزيد من تعقيد المشهد ويضع القيادة الإسرائيلية أمام خيارات صعبة.
شروط متناقضة
حماس أشارت إلى استعدادها لإطلاق بعض الرهائن مقابل هدنة مؤقتة وانسحاب القوات الإسرائيلية. بينما يرفض نتنياهو أي اتفاق جزئي، مؤكداً أن الحرب ستستمر حتى إطلاق جميع الرهائن ونزع سلاح حماس.
الفيديو الذي بثته حماس أعاد تسليط الضوء من جديد على أزمة الرهائن وتعقيدات الحرب المستمرة في غزة. ومع تواصل القصف الإسرائيلي وارتفاع أعداد الضحايا بشكل يومي، يبدو أن الحل السياسي لا يزال بعيد المنال. وفي الوقت نفسه، تتصاعد حدة الخلافات بين الحكومة الإسرائيلية وحماس، مما يعمّق الهوة ويجعل الوصول إلى تسوية أكثر صعوبة. وبالتوازي مع ذلك، تزداد المعاناة الإنسانية للمدنيين الذين يواجهون أوضاعاً كارثية، وسط ضغوط متزايدة من المجتمع الدولي للمطالبة بوقف إطلاق النار.