أعلنت أوكرانيا أنها استهدفت محطة ضخ رئيسية تحمل رقم 8-N في قرية نايطوبوفيتشي بمنطقة بريانسك الروسية، ضمن خط أنابيب “دروجبا”. قائد قوات الطائرات المسيّرة الأوكرانية، روبرت “ماديار” بروفدي، أكد أن الهجوم أسفر عن “أضرار نارية شاملة” في الموقع الحيوي الذي ينقل منتجات نفطية من مصافي بيلاروس إلى الأراضي الروسية.
وقد أوضحت وكالة رويترز أنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من صحة هذه المعلومات، فيما لم يصدر تعليق رسمي من الجانب الروسي حول الهجوم حتى الآن.
أهمية خط أنابيب دروجبا
خط “دروجبا” يُعد أحد أهم خطوط نقل النفط الروسية، إذ يمد كلاً من المجر وسلوفاكيا بإمدادات الطاقة. وعلى الرغم من أن معظم دول الاتحاد الأوروبي أوقفت شراء النفط الروسي منذ بداية الحرب في أوكرانيا عام 2022، إلا أن بودابست وبراتيسلافا لا تزالان تعتمدـان على هذه الواردات.
الهجمات الأوكرانية لتعطيل الإمدادات
الهجوم الأخير ليس الأول من نوعه، إذ شهدت الأسابيع الماضية ضربات متكررة استهدفت البنية التحتية للخط، تسببت في تعطيل الإمدادات بشكل متكرر. وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلنت شركة “روس نفط ألمانيا” أن تدفقات النفط عبر “دروجبا” ستعود إلى طبيعتها بعد إصلاح محطة ضخ تضررت في منطقة تمبوف نتيجة هجوم أوكراني.
الرد الروسي: قصف مكثف على كييف
بالتزامن مع الضربة الأوكرانية، شنت روسيا هجومًا واسعًا بطائرات مسيرة وصواريخ على العاصمة كييف، ما أسفر عن مقتل شخصين وتعرض مبنى مجلس الوزراء لأضرار مباشرة. التصعيد المزدوج يعكس حدة المواجهة بين الطرفين وتوسع دائرة الاستهداف للبنية التحتية الحيوية.
موقف القيادة الأوكرانية والدول الأوروبية
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد خلال لقائه برئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو أن بلاده “ستواصل الرد على الهجمات الروسية ضد منشآت الطاقة”، رغم اعتراضات بعض العواصم الأوروبية التي تعتمد على النفط الروسي. كما يعكس هذا الموقف إصرار كييف على استراتيجية استنزاف موسكو عبر استهداف مواردها الحيوية.
في النهاية، إن الهجوم الأوكراني الأخير على خط أنابيب “دروجبا” في بريانسك يعكس مرحلة جديدة من التصعيد في الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين ونصف. فبينما تحاول كييف إضعاف القدرات الروسية عبر استهداف البنية التحتية الحيوية للطاقة، ترد موسكو بقصف مكثف يطال قلب العاصمة الأوكرانية.
وفي ظل اعتماد دول أوروبية مثل المجر وسلوفاكيا على النفط الروسي، يظل تأثير هذه الهجمات متجاوزًا حدود المعركة ليطال أمن الطاقة في القارة بأكملها. المشهد الحالي يؤكد أن الصراع لا يزال بعيدًا عن أي تسوية، مع استمرار الاستنزاف المتبادل وتصاعد الضغوط على المدنيين والاقتصادات الإقليمية.