مع اقتراب حدث آبل المرتقب للكشف عن سلسلة آيفون 17، يرى محللون أن الشركة الأميركية تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في تقديم ابتكار حقيقي بعد أعوام من التحديثات الطفيفة. في الوقت نفسه، يترقب السوق بشغف ظهور هاتف جديد يحمل اسم iPhone Air، قد يكون النقطة الأبرز في الحدث.
هاتف iPhone Air.. تصميم أنحف لجذب المستخدمين
وفقًا للتسريبات، تستعد آبل للكشف عن هاتف جديد أكثر نحافة من جميع إصداراتها السابقة، مستوحى من تصميم MacBook Air. وسيتميز الجهاز بسماكة أقل، مع الحفاظ على قوة البطارية وكفاءة الكاميرا.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يكون سعره متوسطًا بين النسخة الأساسية من آيفون 17 والإصدارات الأعلى من فئة Pro. وبذلك، تسعى الشركة إلى جذب مستخدمي آيفون 14 و15 وحتى 16، من خلال تقديم تصميم مختلف بعد سنوات من التغييرات المحدودة، مما يجعل هذا الإصدار خطوة انتقالية مهمة في مسار تطور آيفون.
خطوة نحو الهواتف القابلة للطي
يرى المحللون أن آيفون آير (iPhone Air) قد يكون خطوة تمهيدية نحو إطلاق أول هاتف آيفون قابل للطي يشبه الكتاب، غير أن هذا الإصدار لن يظهر قبل العام المقبل. وفي المقابل، وصلت سامسونغ بالفعل إلى الجيل السابع من هواتفها القابلة للطي، بينما أطلقت غوغل الجيل الثالث من سلسلة Fold.
ومع ذلك، ما زالت نسبة المبيعات العالمية لهذه الفئة لا تتجاوز 5%. وبالنسبة لآبل، فإن دخول هذا السوق بات ضروريًا، خصوصًا في الصين حيث يزداد إقبال المستهلكين على الهواتف القابلة للطي، في وقت تشهد فيه الشركة تراجعًا ملحوظًا في حصتها السوقية.
التسعير واستراتيجية السوق
اعتادت آبل على تحقيق ما يقارب ربع مبيعاتها من فئة الهواتف متوسطة السعر، وهو ما يجعل هذه الفئة عنصرًا أساسيًا في استراتيجيتها. لذلك، يتوقع المحللون أن الشركة ستلجأ إلى رفع الأسعار بشكل تدريجي. ومن بين الأساليب المحتملة، قد تقدم آبل سعات تخزين أكبر مقابل تكلفة إضافية، الأمر الذي يعزز إيراداتها دون إثارة انتقادات مباشرة.
وبالإضافة إلى ذلك، ستسعى الشركة إلى زيادة هوامش الربح بحذر، مع تجنب الدخول في جدل سياسي حول الرسوم الجمركية الأميركية، وهو ما يمنحها مرونة أكبر في الحفاظ على مكانتها السوقية.
التحدي الأكبر: الذكاء الاصطناعي
رغم أن آبل كانت تخطط لتحديث سيري خلال العام الماضي، إلا أن عقبات تقنية حالت دون الإطلاق وأدت إلى تأجيل المشروع. وفي المقابل، سارعت الشركة إلى التعاون مع OpenAI للاستفادة من تقنيات ChatGPT، كما دخلت في محادثات أولية مع غوغل لاستخدام نموذج Gemini AI لتطوير سيري بشكل أعمق.
ومن جهة أخرى، سيعزز الجيل الجديد من معالجات Apple Silicon قدرات المعالجة الخاصة بالذكاء الاصطناعي مع استهلاك أقل للطاقة، ما يفتح المجال أمام تحسينات كبيرة في الأداء. ومع ذلك، يشدد المحللون على أن آبل بحاجة إلى الإسراع في دمج هذه الميزات بفاعلية، حتى لا تخسر تفوقها أمام منافسين مثل غوغل وسامسونغ، اللذين جعلا الذكاء الاصطناعي محورًا رئيسيًا في أجهزتهما الحديثة.
هل ينجح آيفون إير في إحياء مبيعات آبل؟
مع قاعدة مستخدمين تتجاوز 2.3 مليار جهاز نشط حول العالم، تراهن آبل على أن التصميم الجديد لهاتف iPhone Air سيكون دافعًا قويًا لملايين المستخدمين للترقية. ومع ذلك، فإن مستقبل الشركة لن يتوقف عند هذا الإصدار فقط، بل سيعتمد أيضًا على قدرتها على دخول سوق الهواتف القابلة للطي خلال السنوات المقبلة، إلى جانب تسريع تطوير نسخة أكثر ذكاءً وتفاعلية من المساعد الصوتي سيري. وبهذا، تحاول آبل الحفاظ على موقعها الريادي في ظل منافسة تزداد قوة من عمالقة التكنولوجيا الآخرين.
بينما تترقب الأسواق حدث آبل القادم، يبقى السؤال: هل سيكون iPhone Air مجرد تعديل على التصميم، أم خطوة حقيقية لإعادة إشعال المنافسة في سوق الهواتف الذكية؟ الإجابة ستحدد ما إذا كانت الشركة قادرة على الحفاظ على مكانتها في ظل تسارع المنافسين في مجال الذكاء الاصطناعي والابتكارات التقنية.