شنت روسيا أكبر هجوم جوي منذ بداية الحرب على أوكرانيا، ما أسفر عن اندلاع حريق في المبنى الحكومي الرئيسي بوسط كييف ومقتل أربعة أشخاص بينهم رضيع، وفق ما أعلنت السلطات الأوكرانية. وشملت الغارات عدة مدن من بينها زابوريجيا، كريفي ريه وأوديسا، إضافة إلى مناطق سومي وتشيرنيهيف.
تصريحات زيلينسكي ومناشدات للدعم الدولي
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف الهجوم بأنه “جريمة متعمدة لإطالة أمد الحرب”، ودعا حلفاء بلاده إلى تعزيز أنظمة الدفاع الجوي. وأكد أنه ناقش مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخطوات الدبلوماسية المقبلة وتنسيق الجهود مع الشركاء الأوروبيين.
تفاصيل القصف الروسي
بحسب سلاح الجو الأوكراني، أطلقت روسيا 805 طائرة مسيرة و13 صاروخًا خلال ليلة واحدة، وتم إسقاط 751 طائرة مسيرة وأربعة صواريخ. ويُعد هذا العدد الأكبر من الطائرات المسيّرة منذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022. وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن الضربات استهدفت مجمع الصناعات العسكرية والبنية التحتية للنقل، فيما نفت موسكو استهداف المدنيين.
خسائر في كييف ومدن أخرى
في كييف، لقي رضيع وامرأة شابة حتفهما بعد أن دمرت الغارات الروسية مبانٍ سكنية في حي دارنيتسكي شرق نهر دنيبرو. وفي المقابل، شهد حي سفياتوشينسكي غرب العاصمة تضرر طوابق عدة من مبانٍ سكنية، كما اندلعت حرائق نتيجة تساقط حطام الطائرات المسيّرة. وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية إصابة أكثر من عشرين شخصًا، بينما استمرت صفارات الإنذار في العاصمة ومحيطها لأكثر من إحدى عشرة ساعة متواصلة.
الموقف الدولي وتصاعد التوتر
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه مستعد لمرحلة ثانية من العقوبات على روسيا، بينما أشار مبعوث واشنطن إلى كييف كيث كيلوغ إلى أن الهجوم يمثل “تصعيدًا واضحًا” في الحرب. وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت شدد على أن الضغط الاقتصادي الإضافي من الولايات المتحدة وأوروبا قد يدفع موسكو نحو مفاوضات سلام.
أوكرانيا ترد على البنية التحتية الروسية
أعلن الجيش الأوكراني تنفيذ هجوم على خط أنابيب دروجبا النفطي في منطقة بريانسك الروسية، مسببًا “أضرارًا واسعة” في إطار استراتيجية تستهدف مصادر الطاقة التي تمثل العمود الفقري لاقتصاد روسيا. كما هزت انفجارات مدينة كريمنشوك الأوكرانية، وتعرضت أوديسا لقصف ألحق أضرارًا بالبنية التحتية المدنية.
إدانات أوروبية وتحذيرات
أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن الهجوم على كييف يثبت أن محاولات استرضاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “بلا جدوى”، فيما تعهد الحلفاء الأوروبيون بمواصلة الدعم السياسي والعسكري لأوكرانيا، مع استمرار النقاش حول زيادة حجم المساعدات.
في النهاية، إن الهجوم الروسي الأخير على كييف يمثل تصعيدًا خطيرًا في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، إذ استهدف قلب العاصمة الأوكرانية لأول مرة بهذا الحجم من الطائرات المسيّرة والصواريخ. وبينما تسعى موسكو إلى تكثيف ضرباتها على البنية التحتية الحيوية، تواصل كييف الاعتماد على دعم حلفائها لزيادة قدراتها الدفاعية. المشهد الحالي يعكس تعقيد الصراع وغياب مؤشرات قريبة على التوصل إلى حل سياسي، ما يجعل أوكرانيا أمام تحديات إنسانية وأمنية متزايدة تتطلب استجابة دولية أكثر قوة وفاعلية.