شهدت منطقة الخليج اضطراباً ملحوظاً في أسواق المال يوم الأربعاء، عقب هجوم جوي إسرائيلي على قطر استهدف قيادات من حركة حماس. وأعلنت الحركة أن خمسة من أعضائها قُتلوا، بينهم نجل القيادي المنفي ورئيس فريق التفاوض خالد الحية.
إدانات عربية ودولية
الهجوم أثار موجة واسعة من الإدانات، شملت السعودية ومصر والإمارات، إلى جانب الاتحاد الأوروبي. واعتبرت هذه الأطراف أن التصعيد قد يعرقل مباحثات وقف إطلاق النار في غزة، ويهدد جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء النزاع المستمر منذ نحو عامين.
السياق السياسي ودور قطر
يأتي هذا التصعيد في وقت تلعب فيه قطر دوراً محورياً في الوساطات بين إسرائيل وحماس، ما يضاعف من حساسية الموقف. كما أن وجود قاعدة العديد الجوية، أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، يجعل الأراضي القطرية محط أنظار المجتمع الدولي.
موقف الولايات المتحدة
ترامب عبر عن “انزعاجه الشديد من كل جوانب” الضربة الإسرائيلية، وأكد أنه سيدلي بتصريح كامل حول التطورات. كما طمأن أمير قطر في اتصال هاتفي بأن مثل هذا الهجوم “لن يتكرر على أراضيهم”.
تأثير مباشر على الأسواق الخليجية
في قطر، تراجع مؤشر السوق بنسبة 0.4% نتيجة الضغوط على أسهم الشركات الكبرى. فقد انخفض سهم شركة صناعات قطر بنسبة 0.7%، مما ساهم في تعميق الخسائر. وفي السعودية، هبط المؤشر الرئيسي بالنسبة نفسها، متأثراً بتراجع أسهم مصرف الراجحي بنسبة 0.2% وسهم أرامكو بنسبة 0.3%. وفي سياق متصل، شهد debut التداول لأسهم شركة دار الماجد العقارية بداية ضعيفة، إذ افتتحت عند 13.97 ريال، أي أقل من سعر الطرح البالغ 14 ريالاً للسهم، وهو ما يعكس حالة الحذر في الأسواق.
خسائر في دبي وأبوظبي
مؤشر دبي الرئيسي انخفض 0.2% متأثراً بتراجع بنك دبي الإسلامي بنسبة 0.7%، وبنك الإمارات دبي الوطني بنسبة 0.6%. وفي أبوظبي، تراجع المؤشر بنسبة 0.2%. كما يعكس تراجع الأسواق حالة القلق لدى المستثمرين من تداعيات جيوسياسية أوسع، خصوصاً أن أي تصعيد في الخليج يؤثر بشكل مباشر على التدفقات المالية وأسعار الطاقة.
أسعار النفط ترتفع رغم ضعف التوقعات
على صعيد الطاقة، ارتفعت أسعار النفط مدفوعة بالتصعيد الإسرائيلي ضد قطر وطلب ترامب من أوروبا فرض رسوم على مشتري النفط الروسي. إلا أن النظرة السلبية لآفاق السوق حدّت من المكاسب. أسعار خام برنت تجاوزت 78 دولاراً للبرميل، فيما استقر خام غرب تكساس عند نحو 74 دولاراً.
مخاوف من تعثر المفاوضات
الهجوم يهدد بتعليق أو تأجيل مباحثات وقف إطلاق النار في غزة، ما قد يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي. الأسواق العالمية تترقب بدورها أي تصعيد جديد قد ينعكس على استقرار المنطقة وأسعار الطاقة.