قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “قتل أي أمل” في إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، عقب الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادات من حركة حماس في الدوحة وأدت إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل.
كما أوضح الشيخ محمد في مقابلة مع شبكة CNN أنه التقى صباح يوم الهجوم إحدى عائلات الرهائن التي كانت تعوّل على الوساطة القطرية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، مضيفًا: “ما فعله نتنياهو أنهى أي أمل لديهم”.
تصاعد الغضب الخليجي والدولي
جاءت هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الإدانات من دول الخليج والدول العربية، معتبرة الهجوم الإسرائيلي على أراضي قطر تصعيدًا خطيرًا يهدد المفاوضات الجارية. ومن المتوقع أن يشارك الشيخ محمد في اجتماع لمجلس الأمن بالأمم المتحدة، ضمن تحرك دبلوماسي قطري واسع شمل الدعوة إلى قمة عربية إسلامية في الدوحة الأسبوع المقبل. في السياق نفسه، أعلن رئيس وزراء باكستان شهباز شريف أنه سيزور قطر للتأكيد على دعم بلاده لأمنها وسيادتها.
ضربة تستهدف قادة حماس
أكدت حركة حماس أن قياداتها البارزة نجت من الهجوم، بينما قُتل خمسة من عناصرها بينهم نجل خليل الحية، القيادي البارز ومفاوض الحركة، إضافة إلى ثلاثة من حراسه ورئيس مكتبه. ورغم نجاتهم، حذرت الحركة من أن هذه الضربة تهدف لإفشال أي مفاوضات لوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى، في وقت تعتبر فيه قطر ومصر الوسطاء الأساسيين في هذه الجهود.
ردود إسرائيل وتهديدات نتنياهو
لم يصدر تعليق رسمي من نتنياهو على تصريحات الشيخ محمد، لكنه كان قد دافع سابقًا عن الضربة، مهددًا بمزيد من العمليات داخل قطر. وقال: “إلى كل دولة تؤوي الإرهابيين، إما أن تطردوهم أو تحاكموهم، وإذا لم تفعلوا سنفعل نحن”.
وفي خطوة لافتة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الإمارات منعت الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض دبي للطيران المقرر نوفمبر المقبل، في أول رد خليجي عملي على التصعيد.
الأوضاع الإنسانية في غزة
على الأرض، تتواصل معاناة الفلسطينيين مع اقتراب الجيش الإسرائيلي من تنفيذ هجوم واسع على مدينة غزة التي يقطنها أكثر من مليون شخص. آلاف العائلات تواصل النزوح على طرق الساحل، بينما يفتقر كثيرون إلى المال أو القدرة على الانتقال.
في جنوب القطاع، خصوصًا في منطقة المواصي، يعيش النازحون في ظروف صعبة بلا مأوى أو خدمات أساسية. وقالت نازحة: “ننام في الشوارع بلا ماء ولا طعام ولا حمامات”.
كما أعلنت الوزارة أن قوات إسرائيلية قتلت طفلين في مدينة جنين بالضفة الغربية، وسط عمليات عسكرية واسعة تهدف إلى “اقتلاع البنية التحتية للمسلحين”، بحسب الجيش الإسرائيلي.
الهجوم الإسرائيلي على قطر شكّل نقطة تحول خطيرة في الحرب الدائرة، حيث بات يهدد جهود الوساطة الدولية ويزيد من عزلة إسرائيل على المستوى العالمي. وفي المقابل، تستمر الأوضاع الإنسانية في غزة بالتدهور مع غياب أي مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو إطلاق سراح الرهائن.