استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في نيويورك، بعد أيام قليلة من الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في الدوحة. جاء اللقاء في وقت حساس، وسط تصاعد التوترات الإقليمية ومحاولات واشنطن إعادة إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
خلفية الهجوم الإسرائيلي في قطر
نفذت إسرائيل يوم الثلاثاء محاولة اغتيال استهدفت قادة حماس السياسيين داخل العاصمة القطرية. هذا الهجوم كاد أن يعرقل جهود الوساطة المدعومة أميركياً للتوصل إلى هدنة في غزة، وأثار إدانات واسعة في الشرق الأوسط وخارجه باعتباره عملاً يهدد بزيادة التوتر في المنطقة.
ترامب أبدى انزعاجه من الضربة خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً للجانب القطري أن مثل هذه العمليات لن تتكرر مستقبلاً.
تفاصيل اللقاء في نيويورك
عُقدت مأدبة عشاء بين ترامب وآل ثاني بحضور المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف. نائب رئيس البعثة القطرية في واشنطن، حماه المفتاح، كتب على منصة “إكس”: “عشاء رائع مع الرئيس الأميركي انتهى للتو”.
وأكد البيت الأبيض انعقاد اللقاء من دون تقديم تفاصيل إضافية، فيما سبقه اجتماع مطول لرئيس الوزراء القطري مع نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو.
قطر كوسيط إقليمي
ناقشت الاجتماعات مستقبل دور قطر كوسيط في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، إضافة إلى التعاون الدفاعي مع واشنطن عقب الضربات الإسرائيلية الأخيرة. كما وصف ترامب الهجوم الإسرائيلي بأنه عمل أحادي لم يخدم مصالح الولايات المتحدة ولا إسرائيل. في المقابل، شدد آل ثاني على أن بلاده لن تتراجع عن دورها كوسيط، رغم ما وصفه بمحاولة إسرائيلية لإفشال فرص السلام.
الوضع الإنساني في غزة
منذ أكتوبر 2023، تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية في مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، إلى جانب نزوح شبه كامل للسكان وأزمة مجاعة خانقة. خبراء حقوقيون وأكاديميون وصفوا هذه العمليات بأنها ترقى إلى الإبادة الجماعية، وهو توصيف ترفضه إسرائيل.
الهجوم الإسرائيلي على غزة جاء عقب عملية نفذتها حماس أسفرت عن مقتل 1200 شخص وخطف أكثر من 250 آخرين وفق الإحصاءات الإسرائيلية. كما شنت إسرائيل هجمات متفرقة على لبنان وسوريا وإيران واليمن خلال الحرب المستمرة.
في النهاية، إن زيارة رئيس الوزراء القطري إلى واشنطن ولقائه مع ترامب أبرزت عمق العلاقة بين البلدين، لكنها في الوقت ذاته سلطت الضوء على التحديات التي تواجه جهود الوساطة. يظل السؤال: هل ستنجح قطر وواشنطن في إعادة مسار التهدئة إلى مساره الصحيح، أم أن التصعيد الإسرائيلي سيواصل تقويض فرص السلام في غزة والمنطقة؟