توجه كبير الدبلوماسيين الأميركيين، ماركو روبيو، إلى إسرائيل يوم السبت في ظل أجواء متوترة بين الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط. التوتر جاء بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قادة حركة حماس في قطر، إلى جانب استمرار خطط توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
موقف واشنطن من التصعيد
روبيو أوضح قبيل مغادرته أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير راضٍ عن الضربات الجوية الأخيرة. لكنه شدد على أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية لن تتأثر، وأن النقاش سيركز على مستقبل الحرب في غزة، وإمكانية إطلاق سراح الرهائن.
وأكد روبيو أن هناك 48 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس ويجب إطلاق سراحهم فوراً. وأضاف أن التحدي القادم بعد انتهاء الحرب سيكون إعادة إعمار غزة وتحسين حياة السكان، وهو ملف لم يُحسم بعد من سيتولاه ومن سيمول تكاليفه.
استهداف الدوحة يثير غضب الحلفاء
الغارة الإسرائيلية الأخيرة على الدوحة، التي حاولت استهداف قيادات حماس السياسية، أثارت انتقادات واسعة في المنطقة. فقد وصفتها واشنطن بأنها تصعيد أحادي لا يخدم المصالح الأميركية أو الإسرائيلية. كما أدت إلى تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى التي كانت قطر تلعب فيها دور الوسيط.
لقاءات مع قطر وتوازنات دقيقة
قبل رحلته، اجتمع روبيو مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في البيت الأبيض، بينما التقى ترامب بالمسؤول القطري في نيويورك. هذه اللقاءات تعكس محاولات واشنطن الموازنة بين مصالحها مع قطر، الحليف القوي، وبين التزامها بدعم إسرائيل.
أبعاد سياسية ودبلوماسية أوسع
تأتي زيارة روبيو قبل اجتماعات رفيعة المستوى في الأمم المتحدة نهاية الشهر. حيث تدرس دول أوروبية كفرنسا وبريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما تعارضه إسرائيل وتعتبره واشنطن خطوة تصب في مصلحة حماس.
وفي الوقت نفسه، وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفاقاً جديداً لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية. خطوة حذرت منها الإمارات، مؤكدة أنها قد تقوض اتفاقات أبراهام للتطبيع الموقعة عام 2020.
خلفية الحرب في غزة
الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ ما يقارب عامين أسفرت، وفق السلطات المحلية في القطاع، عن مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني وتسببت بأزمة إنسانية حادة. الحرب اندلعت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 الذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر 251 آخرين، بحسب الأرقام الإسرائيلية.