تستضيف قطر اليوم الاثنين قمة استثنائية في الدوحة لبحث الهجوم الإسرائيلي الأخير على قادة حركة حماس، وسط تصاعد القلق من استمرار الحرب في قطاع غزة. وتأمل الدوحة أن يسفر الاجتماع، الذي يضم دولاً عربية وإسلامية، عن خطوات عملية لكبح التصعيد الإسرائيلي.
دور الوساطة القطرية مستمر
تؤكد قطر أنها ستواصل جهود الوساطة للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، رغم تعرضها للاستهداف السياسي والإعلامي في أعقاب الهجوم. وتستضيف الدوحة منذ سنوات قيادة المكتب السياسي لحماس، ما جعلها قناة أساسية للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل.
تصاعد الغضب الإقليمي
منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته حماس، شنت إسرائيل عمليات عسكرية واسعة ضد ما تسميه “محور المقاومة” في غزة ولبنان وسوريا واليمن وإيران، وحتى على الأراضي القطرية. هذه التطورات أثارت غضباً واسعاً في العالم العربي والإسلامي، خاصة مع تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 64 ألفاً، نصفهم تقريباً من النساء والأطفال.
الموقف الإيراني من القمة
شارك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في القمة، مذكراً بأن إسرائيل “هاجمت العديد من الدول الإسلامية بما فيها قطر ولبنان وإيران واليمن”. وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر منصة إكس أن “إيران تقف مع قطر وكل الدول الإسلامية في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي”، دون التطرق إلى الهجوم الإيراني السابق على قاعدة العديد في قطر.
انقسام حول الخطوات المقبلة
يبقى من غير الواضح ما يمكن أن تحققه القمة، خاصة مع وجود دول طبّعت علاقاتها مع إسرائيل وقد تتردد في اتخاذ إجراءات قوية. لكن مركز “سوفان” الأميركي رأى أن انعقاد القمة بسرعة قياسية يعكس “إحساساً إقليمياً بالاستعجال”، متسائلاً إن كانت ستؤدي إلى خطوات مثل تخفيض العلاقات الدبلوماسية أو فرض قيود اقتصادية أو إغلاق المجال الجوي أمام إسرائيل.
الموقف الأميركي من قطر
في خضم هذه التطورات، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمه لقطر، واصفاً إياها بأنها “حليف مهم يواجه وضعاً صعباً وسط المنطقة”. كما زار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إسرائيل للتباحث مع بنيامين نتنياهو حول الهجوم على قطر والعملية العسكرية المرتقبة في غزة.
الضغوط الداخلية على إسرائيل
يواجه نتنياهو ضغطاً متزايداً من الداخل الإسرائيلي بسبب مصير الرهائن المحتجزين في غزة. وتشير التقديرات إلى بقاء 48 رهينة، من بينهم 20 على قيد الحياة وفق المعلومات الإسرائيلية. ومع استمرار الحرب، تتصاعد الانتقادات الداخلية والدولية لسقوط أعداد هائلة من الضحايا المدنيين في القطاع.
في النهاية، تعكس قمة الدوحة حجم التوترات المتصاعدة في المنطقة، وتبرز في الوقت نفسه الدور المحوري الذي تلعبه قطر كوسيط إقليمي في واحدة من أعقد أزمات الشرق الأوسط. ومع استمرار الحرب في غزة وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا، تتزايد الضغوط الدولية لوقف التصعيد وإيجاد تسوية سياسية. إلا أن الانقسامات بين الدول المشاركة، والمواقف المتباينة تجاه إسرائيل، تجعل من الصعب التنبؤ بما إذا كانت القمة ستنجح في إحداث اختراق فعلي أو ستبقى مجرد خطوة رمزية تعكس حجم الغضب الإقليمي من السياسات الإسرائيلية.