أثارت زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لمدينة القدس المحتلة برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أدائهما طقوسا دينية يهودية عند حائط البراق. واعتبر ناشطون أن هذه الخطوة تمثل استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا لقدسية المسجد الأقصى.
افتتاح نفق جديد تحت البلدة القديمة
خلال الجولة، افتتح روبيو ونتنياهو نفقا يمتد لمسافة تقارب 600 متر، يبدأ من الأطراف الجنوبية لحي وادي حلوة في سلوان وصولا إلى أساسات حائط البراق غربي المسجد الأقصى. هذه الخطوة اعتبرها مراقبون تصعيدا جديدا في محاولات تهويد المدينة المقدسة.
تصريحات نتنياهو ورسائل التحالف
في حضور السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، أكد نتنياهو أن مشاركة روبيو تعكس “قوة التحالف الإسرائيلي الأميركي”، واصفا الوزير الأميركي بأنه “صديق استثنائي”. وأضاف أن العلاقات بين الجانبين “لم تكن يوما أقوى مما هي عليه الآن”، في إشارة واضحة إلى الدعم الأميركي المتواصل لإسرائيل.
خلفية الزيارة وتوقيت حساس
وقد جاءت زيارة روبيو بعد أيام قليلة من الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادات من حركة حماس في قطر، ما أثار توترات دبلوماسية بين واشنطن والدوحة. كما ناقش روبيو مع نتنياهو تداعيات هذه الضربة على الحرب في غزة وجهود التهدئة. وفي نفس التوقيت، كثّفت إسرائيل قصفها على شمال غزة، ما أدى إلى نزوح جماعي للمدنيين وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
ردود فعل غاضبة على منصات التواصل
تفاعل ناشطون بغضب مع الزيارة، معتبرين أن مشاركة وزير الخارجية الأميركي في “طقوس تلمودية” تعكس رسالة دعم مباشر للاحتلال الإسرائيلي. وكتب أحد النشطاء “بلينكن قال جئت كيهودي، أما روبيو فارتدى القلنسوة وزار حائط البراق لتلاوة التلمود، أما آن للعرب والمسلمين أن يعوا؟”. بينما رأى آخر أن ما جرى يثبت أن “أميركا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة”.
الرمزية الدينية والسياسية
زيارة حائط البراق تحمل رمزية قوية؛ حيث يعتبر من أقدس الأماكن عند اليهود، بينما يعتبره المسلمون جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى. وقد كتب روبيو في دفتر الزوار عند الحائط دعاء من أجل السلام على “هذه الأرض المقدسة والعالم بأسره”. كما يرى محللون أن مثل هذه الزيارات في أوقات التوتر غالبا ما تُستغل لتبرير سياسات إسرائيلية متعلقة بالاستيطان أو لتغيير الوضع القائم في القدس الشرقية.
دلالات سياسية وتوقيت حساس
مدونون تساءلوا عن توقيت الزيارة في ظل التصعيد المستمر بالمنطقة، مشيرين إلى أن مثل هذه الطقوس غالبا ما تسبق أحداثا كبيرة. وذكّر آخرون بأن آخر ظهور لنتنياهو عند حائط البراق جاء قبل تنفيذ عملية عسكرية ضد حزب الله.
كما أشار معلقون إلى أن زيارة روبيو لا تعكس مجرد تضامن تقليدي، بل محاولة لإعادة ضبط إيقاع الحرب بما يخدم المصالح الأميركية، وسط مخاوف من انعزال إسرائيل أو تسببها في أزمات إستراتيجية طويلة الأمد.
زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو برفقة نتنياهو لحائط البراق لم تكن حدثا بروتوكوليا فحسب، بل حملت رسائل سياسية ودينية عميقة. وبينما تحاول إسرائيل تأكيد تحالفها مع واشنطن، يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تؤجج التوترات في المنطقة وتزيد من حدة الاستقطاب السياسي والديني.