ارتفعت أسعار النفط العالمية صباح الإثنين مع تقييم المستثمرين لتداعيات هجمات أوكرانية بطائرات مسيّرة استهدفت مصافي التكرير الروسية. صعد خام برنت 0.5% ليصل إلى 67.31 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بالنسبة نفسها ليسجل 63.01 دولار للبرميل.
تصاعد الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية
أكدت السلطات الروسية أن أوكرانيا أطلقت أكثر من 361 طائرة مسيّرة ليل الأحد، مما تسبب في اندلاع حريق محدود بمصفاة كيريتشي شمال غرب روسيا. كما تعد هذه المصفاة من الأكبر بطاقة تكرير تصل إلى 355 ألف برميل يومياً، أي ما يعادل 6.4% من إجمالي إنتاج البلاد.
بريمورسك في مرمى النيران
لم تقتصر الضربات على مصفاة كيريتشي فقط، بل طالت ميناء بريمورسك النفطي، الذي يُعد منفذًا رئيسيًا لتصدير مليون برميل يومياً. هذا الاستهداف أثار قلق الأسواق العالمية من احتمال تعطّل الإمدادات الروسية لفترات أطول.
تأثير محتمل على السوق العالمية
الهجمات لم تتوقف عند كيريتشي، إذ استهدفت منشآت حيوية بينها ميناء بريمورسك النفطي القادر على تحميل نحو مليون برميل يومياً. محللون في “جي بي مورغان” أشاروا إلى أن استمرار هذه العمليات قد يزيد الضغط التصاعدي على أسعار النفط العالمية ويهدد استقرار السوق.
تحركات الولايات المتحدة وحلف الناتو
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن استعداد بلاده لفرض عقوبات جديدة على روسيا، شرط أن توقف دول الناتو شراء النفط الروسي وتلتزم بإجراءات مماثلة. كما تضيف هذه التصريحات ضغوطاً إضافية على موسكو وسط مساعٍ غربية لتقليص عوائد صادراتها النفطية.
مفاوضات تجارية تزيد التوتر
يتابع المستثمرون أيضاً محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين في مدريد، حيث تطالب واشنطن حلفاءها بفرض رسوم على الواردات الصينية بسبب استمرار بكين في شراء النفط الروسي. هذه التطورات تعكس تقاطع ملفات الطاقة مع الصراعات التجارية والسياسية الدولية.
مخاوف اقتصادية داخلية في الولايات المتحدة
إلى جانب الأزمات الجيوسياسية، أثارت بيانات ضعيفة بشأن خلق الوظائف وارتفاع التضخم في الولايات المتحدة مخاوف بشأن تباطؤ النمو في أكبر اقتصاد عالمي وأكبر مستهلك للنفط، وهو ما يضيف طبقة جديدة من التعقيد على توقعات السوق.
في النهاية، وفي ضوء تصاعد الهجمات الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية وتزايد الضغوط السياسية من الولايات المتحدة وحلفائها، تبدو أسواق النفط العالمية مقبلة على مرحلة أكثر اضطراباً. وبينما يترقب المستثمرون تأثير العقوبات المحتملة والمفاوضات التجارية، يظل السؤال الأهم: هل ستنجح هذه الضغوط في كبح صادرات موسكو النفطية، أم ستدفع الأسعار إلى مستويات أعلى تثقل كاهل الاقتصاد العالمي؟