ارتفع الذهب إلى مستوى قياسي جديد يوم الثلاثاء، مدعوماً بتراجع الدولار قبيل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. ويتوقع المستثمرون أن يعلن البنك المركزي عن خفض أسعار الفائدة، ما عزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن.
الأسعار تحقق قمماً تاريخية
وصل سعر الذهب الفوري إلى 3692.87 دولار للأونصة بزيادة 0.4%، بعدما لامس مستوى قياسياً عند 3698.86 دولار في بداية الجلسة. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 0.3% إلى 3730.50 دولار.
الدولار تحت الضغط
تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهرين، مما زاد من جاذبية الذهب للمستثمرين. وأوضح محللون أن هذا التراجع مرتبط بتوقعات الأسواق بخفض الفائدة الأميركية خلال اجتماع الفيدرالي الممتد على يومين.
ترقب خفض أسعار الفائدة
تشير توقعات المتعاملين إلى خفض شبه مؤكد بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمال ضعيف لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس. الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا علناً رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى اتخاذ خفض “أكبر”، ما يزيد من الضغوط على صناع القرار.
الذهب يستفيد من بيئة الفائدة المنخفضة
يؤكد خبراء أن الذهب يحقق أداءً قوياً في بيئة الفائدة المنخفضة، نظراً لكونه أصلاً لا يدر عائداً. المحلل في بنك UBS جيوفاني ستاونوفو أشار إلى أن الطلب قد يتواصل على الذهب خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع استمرار رغبة الأسواق في تخفيضات إضافية العام المقبل.
توقعات المسار المستقبلي
رفع بنك UBS توقعاته لسعر الذهب إلى 3800 دولار للأونصة بنهاية 2025، ثم إلى 3900 دولار بحلول منتصف 2026. وفي الوقت نفسه، توقع بنك ANZ استمرار الطلب القوي مدفوعاً بمشتريات البنوك المركزية التي قد تصل إلى 900-950 طناً خلال 2025، ما يعزز الأسعار بشكل إضافي.
ومع ذلك، يرى محللون أن السوق قد يشهد تصحيحاً يتراوح بين 5 و6٪ قبل أن يحاول الذهب تجاوز حاجز 4000 دولار للأونصة في 2026. وفي سيناريو أكثر تفاؤلاً، أشار تقرير من Goldman Sachs إلى إمكانية وصول الذهب إلى 5000 دولار للأونصة إذا تعرضت استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لضغوط سياسية تهدد ثقة المستثمرين.
المعادن النفيسة الأخرى
استقر سعر الفضة الفوري عند 42.73 دولار للأونصة، بينما تراجع البلاتين 0.2% إلى 1398.41 دولار، وارتفع البلاديوم 0.5% إلى 1190.18 دولار.
في ضوء المستويات القياسية التي حققها الذهب مؤخرًا والتوقعات المتفائلة من كبرى البنوك العالمية، يبدو أن المعدن النفيس مقبل على مرحلة جديدة من الزخم بدعم من سياسات الفيدرالي الأميركي وتزايد الطلب من البنوك المركزية والمستثمرين. ورغم احتمالية حدوث تصحيح سعري قصير الأجل، إلا أن الاتجاه العام يشير إلى استمرار الارتفاع، مع توقعات بوصول الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة خلال العامين المقبلين. هذا يجعل الذهب خيارًا استراتيجيًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان في ظل تقلبات الأسواق العالمية.