أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية برية موسعة في مدينة غزة، مؤكداً أن قواته تتحرك تدريجياً نحو مركز المدينة بعد أسابيع من القصف المكثف. ودعا السكان المتبقين إلى مغادرة المدينة فوراً والتوجه جنوباً، فيما يشهد الطريق الساحلي ازدحاماً بعشرات آلاف الفارين سيراً على الأقدام أو عبر سيارات محملة بالأمتعة.
تصريحات إسرائيلية وتصعيد جديد
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إن “غزة تحترق”، مشدداً على أن العمليات ستستمر حتى “تحقيق المهمة”. وأكدت مصادر عسكرية أن القوات دخلت المرحلة الرئيسية من الهجوم، وسط تقديرات بوجود ما بين 2000 إلى 3000 مقاتل من حركة حماس داخل المدينة، إضافة إلى شبكة أنفاق معقدة.
اتهامات بارتكاب إبادة جماعية
تزامن الإعلان عن العملية مع تقرير خبراء مستقلين بتكليف من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة. إسرائيل رفضت هذه المزاعم ووصفتها بأنها “مشوهة وكاذبة”.
الموقف الأميركي والوساطة القطرية
وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى قطر لإجراء مباحثات مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني، مؤكداً أن “فرصة التوصل إلى اتفاق تضيق بسرعة”. وأوضح أن “التسوية التفاوضية تظل الخيار الأفضل” رغم المخاطر المتزايدة من التصعيد.
سقوط ضحايا في غزة
صرح مسؤولون في مستشفى الشفاء بأن 34 فلسطينياً قتلوا خلال الساعات الأولى من الهجوم، بينما استقبل المستشفى عشرات الجرحى. وأكد الأطباء أن “القصف لم يتوقف طوال الليل”، في وقت لم يصدر تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي بشأن حصيلة الضحايا.
ووفق وزارة الصحة في غزة، فإن عدد القتلى منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 تجاوز 64,000 فلسطيني، فيما تشير دراسة مستقلة نشرت في مجلة Nature إلى أن عدد الوفيات المباشرة وغير المباشرة قد يقترب من 84,000 شخص بحلول مطلع 2025، نصفهم تقريباً من النساء والأطفال.
أزمة النزوح والمعاناة الإنسانية
تُقدر إسرائيل أن أكثر من 250,000 فلسطيني نزحوا من غزة منذ بدء العملية الأخيرة، بينما تؤكد منظمات دولية أن نحو مليون شخص ما زالوا في المدينة ومحيطها رغم التحذيرات. ويُضاف إلى ذلك تفاقم أزمة سوء التغذية ونقص الغذاء، حيث حذرت منظمات إنسانية من أن النساء والأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للجوع والأمراض.
احتجاجات عائلات الأسرى في إسرائيل
تجمع أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مطالبين بوقف العملية العسكرية. وقالت إحدى الأمهات: “أريد أن تعود ابني مع 47 أسيراً آخر، لا يمكن أن يستمر استخدامهم كدروع بشرية”.
الموقف المصري يتصاعد
في تطور لافت، وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إسرائيل بأنها “عدو”، وذلك خلال كلمة في قمة الدوحة، في أول استخدام رسمي لهذا الوصف منذ توقيع اتفاق السلام عام 1979. واعتبر محللون أن هذا التصريح يعكس “تصعيداً لغوياً مقصوداً” من القاهرة تجاه التصرفات الإسرائيلية الأخيرة.
الهجوم البري الإسرائيلي على غزة يمثل مرحلة جديدة في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، مع تصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية أوسع. وبينما تحاول الولايات المتحدة وقطر إنعاش مسار التفاوض، يظل مستقبل الحرب غامضاً وسط تصاعد العنف واتساع دائرة الانتقادات الدولية.