شنت إسرائيل يوم الثلاثاء غارات جوية على مدينة الحديدة اليمنية، واستهدفت ما وصفته بـ “بنية تحتية عسكرية” يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن ميناء الحديدة يُستغل من قبل الحوثيين لنقل الأسلحة الإيرانية، بهدف شن هجمات على إسرائيل وحلفائها. وبحسب تقارير ملاحية، فقد نفذت الغارات نحو 12 ضربة جوية، استهدفت ثلاثة أرصفة رئيسية في الميناء، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
تصريحات إسرائيلية رسمية
وقد أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف كاتز أن الضربات تأتي في إطار ضمان استمرار الحصار البحري والجوي على الحوثيين. وقال إن الميناء أصبح مركزاً لتهريب السلاح الإيراني وتخزينه، وهو ما يهدد الأمن الإقليمي. في المقابل، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، عبر منصة إكس، إن الدفاعات الجوية تمكنت من إرباك الطائرات الإسرائيلية وإجبار بعض التشكيلات القتالية على مغادرة الأجواء اليمنية قبل تنفيذ عملياتها. وأكد أن قواته ما زالت تتصدى للهجوم الجوي.
غارات سابقة على صنعاء
تأتي هذه التطورات بعد أيام من غارات إسرائيلية على العاصمة صنعاء أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص، بينهم 31 صحفياً يمنياً. وذكرت وزارة الصحة في صنعاء أن الضربات استهدفت مناطق سكنية، مقر قيادة عسكرية، ومحطة وقود، كما تضرر المتحف الوطني اليمني.
استهداف الصحفيين ومراكز إعلامية
من أبرز نتائج الغارات مقتل 31 صحفياً يمنياً بعد استهداف مركز إعلامي يضم مقرات صحف محلية في صنعاء. وفي هذا السياق، أوضحت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الضربة أصابت مبنى صحيفة “26 سبتمبر” بينما كان الصحفيون يستعدون لإصدار عدد جديد. ومن ثم، اعتُبر الهجوم خطراً مضاعفاً على الصحافة اليمنية التي تعاني أصلاً من قيود مشددة ورقابة صارمة.
تشييع الصحفيين اليمنيين
شهدت صنعاء الثلاثاء مراسم تشييع جماعية للصحفيين الذين قضوا في الغارات. بثت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين مراسم الدفن التي حضرها العشرات رغم الأمطار الغزيرة. المشاركون وصفوا الحادثة بأنها “خسارة فادحة” للإعلام اليمني.
مخاطر متزايدة على الصحفيين
من جهتها، أكدت لجنة حماية الصحفيين (CPJ) أنها تواجه صعوبات في التحقق من حصيلة القتلى بسبب الرقابة المشددة التي يفرضها الحوثيون على نشر الصور والمقاطع المتعلقة بالقصف. أما “هيومن رايتس ووتش” فأشارت إلى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضاً مركزاً إعلامياً يضم صحفاً محلية، ما يعكس حجم المخاطر التي يواجهها الصحفيون في اليمن من أطراف النزاع المختلفة.
خلفية النزاع والتصعيد
إسرائيل سبق أن شنت عدة ضربات جوية ضد مواقع الحوثيين، رداً على هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تستهدف إسرائيل والسفن في البحر الأحمر. ويؤكد الحوثيون أن تحركاتهم تأتي “تضامناً مع الفلسطينيين” في ظل الحرب المستمرة على غزة منذ أشهر.
تشير التطورات الأخيرة في اليمن إلى تصعيد خطير يهدد بتوسيع رقعة النزاع في المنطقة. فالغارات الإسرائيلية على الحديدة وصنعاء، وما خلفته من ضحايا بينهم عشرات الصحفيين، تعكس حجم التعقيد الإقليمي وتشابك المصالح بين إسرائيل والحوثيين وإيران. وبينما تتزايد المخاطر على المدنيين والإعلاميين، يبقى مستقبل الأزمة مرهوناً بقدرة الأطراف الدولية على كبح دوامة العنف وفتح مسار لحل سياسي يوقف نزيف الدم ويحمي حرية الصحافة في اليمن.