تشهد مدينة غزة موجة غير مسبوقة من القصف الإسرائيلي المكثف، حيث استهدفت الغارات الجوية أبراجاً سكنية مكتظة ومبانٍ مدنية خلال الأيام الأخيرة. الهجمات المتواصلة خلّفت دماراً هائلاً حولت أحياء كاملة إلى أنقاض، فيما تصاعدت أعمدة الدخان في سماء المدينة، وسط حالة من الذعر والنزوح الجماعي لعشرات الآلاف من المدنيين الباحثين عن مأوى آمن.
كارثة إنسانية في شوارع غزة
في الأحياء المدمرة، يقف الفلسطينيون بين الركام بحثاً عن ناجين أو لمحاولة إنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم. مشاهد الدمار تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع، مع نزوح متزايد للسكان وفقدان الآلاف لمنازلهم.
استهداف المباني التي تؤوي النازحين
الغارات لم تتوقف عند الأبراج السكنية، بل طالت مباني كان يقيم فيها نازحون فروا من منازلهم في وقت سابق. ومع استمرار القصف، يجد هؤلاء أنفسهم أمام نزوح جديد بلا مأوى أو وجهة.

تحذيرات حقوقية من تفاقم الأزمة
منظمات حقوقية حذرت من أن استهداف المساكن المدنية يفاقم الوضع الإنساني في غزة. فالبنية التحتية تتهاوى بسرعة، ومع كل يوم من القصف الإسرائيلي المستمر، تتسع دائرة التشريد وتزداد المعاناة.
أعداد القتلى والجرحى تتصاعد
وزارة الصحة في غزة أعلنت أن أكثر من 65 ألف فلسطيني قُتلوا منذ بدء الحرب، بينما تجاوز عدد الجرحى 160 ألفاً. هذه الأرقام تعكس حجم المأساة المستمرة وتضاعف الضغط على المستشفيات المنهكة أصلاً.
الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية
وصف تقرير رسمي صادر عن الأمم المتحدة ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية، مستنداً إلى تصريحات رسمية وأفعال ميدانية تثبت تعمد استهداف المدنيين والبنية التحتية. التقرير دعا إلى فتح تحقيق دولي ومحاسبة المسؤولين.

انهيار الخدمات الأساسية
تؤكد المنظمات الإنسانية أن سكان القطاع يواجهون انهياراً شبه كامل في الخدمات الأساسية. المياه والكهرباء شبه معدومة، والمستشفيات عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى، بينما تتواصل موجات النزوح من الشمال إلى الجنوب.
انتهاكات للقانون الدولي
كما أشارت تقارير حقوقية إلى أن استهداف المدنيين والمباني السكنية يُعد خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني. مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وصف الدمار في غزة بأنه “تدمير متعمد وغير مبرر”، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل.
مشهد ميداني يعكس حجم الدمار
على الحدود، تتحرك آليات عسكرية إسرائيلية في وقت تتواصل فيه الغارات. صور الدخان المتصاعد من الأبراج المنهارة توثق لحظة بلحظة المأساة التي يعيشها المدنيون في قطاع محاصر منذ سنوات.

يظل القصف الإسرائيلي على غزة عنواناً لمأساة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم. فالأبراج المدمرة، والنازحون بلا مأوى، والمستشفيات المنهكة، كلها شواهد على حجم الكارثة. وبينما تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن ما يجري يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، يبقى المدنيون هم الضحايا الرئيسيون في صراع مفتوح على حياة الناس وحقهم في البقاء.