تبحث الإمارات خيار خفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل إذا مضت حكومة بنيامين نتنياهو في تنفيذ خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. وأكدت مصادر مطلعة أن أبوظبي حذرت من أن هذه الخطوة تمثل “خطاً أحمر” يمس جوهر اتفاقيات أبراهام التي وُقعت عام 2020.
اتفاقيات أبراهام مهددة
أقامت الإمارات علاقاتها مع إسرائيل في إطار اتفاقيات أبراهام التي اعتُبرت إنجازاً سياسياً كبيراً لإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وحكومة نتنياهو. لكن استمرار الحديث عن الضم يهدد هذه الاتفاقيات ويقوّض مساعي دمج إسرائيل في المنطقة.
أبوظبي تحذر من الانعكاسات
أكدت مصادر دبلوماسية أن الإمارات تفكر في استدعاء سفيرها كإجراء أولي، مع استبعاد القطيعة الكاملة. وجاء هذا التحذير وسط تصاعد التوتر بسبب الحرب في غزة المستمرة منذ نحو عامين، وما تبعها من تراجع في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
العلاقات الاقتصادية تتراجع
بعد سنوات من التعاون الوثيق في مجالات التجارة والأمن، شهدت العلاقات بين الإمارات وإسرائيل فتوراً واضحاً. فلم يزر نتنياهو أبوظبي منذ توقيع الاتفاقيات، فيما قررت الإمارات مؤخراً منع شركات إسرائيلية من المشاركة في معرض دبي للطيران، في خطوة عكست حجم التوتر.
إسرائيل تحاول احتواء الأزمة
أكد مسؤولون إسرائيليون أن الحكومة تسعى لإصلاح العلاقات مع الإمارات، التي تُعد الشريك العربي الأهم ضمن اتفاقيات أبراهام. وتواصل السفارة الإسرائيلية في أبوظبي الحديث عن التزامها بمواصلة تعزيز التعاون رغم الخلافات.
معارضة إقليمية متزايدة
حذّرت الإمارات مراراً من أن ضم الضفة الغربية سيقوض الاستقرار الإقليمي ويعرقل حل الدولتين. كما أدانت أبوظبي محاولات وزراء إسرائيليين متشددين تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، إلى جانب رفضها توسيع الاستيطان وسياسة الحصار المفروضة على غزة.
خلفية سياسية
ينظر نتنياهو إلى مشروع الضم باعتباره ورقة سياسية لتعزيز موقفه بين الأحزاب اليمينية، في وقت يضغط فيه وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير للمضي قدماً في هذه الخطة. لكن هذه الخطوات تهدد بتأزيم علاقات إسرائيل مع حلفائها الجدد في الخليج.
في النهاية، تواجه العلاقات بين الإمارات وإسرائيل اختباراً هو الأصعب منذ توقيع اتفاقيات أبراهام عام 2020. فمع تصاعد الضغوط داخل حكومة نتنياهو لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، تبدو أبوظبي أكثر وضوحاً في تحذيراتها من أن هذه الخطوة ستقوض الاستقرار الإقليمي وتهدد فرص السلام. وبينما تسعى إسرائيل لاحتواء الأزمة، تبقى خيارات الإمارات مفتوحة، من خفض مستوى العلاقات إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة إذا استمرت السياسات الإسرائيلية في تجاوز الخطوط الحمراء.