هواوي (huawei) تنافس إنفيديا (Nvidia) اليوم عبر إعلانها عن خطة طموحة في مجال الرقائق والقدرات الحاسوبية، مؤكدة استعدادها لإطلاق أنظمة تُعد من بين الأقوى عالمياً. وجاء ذلك خلال مؤتمر “هواوي كونكت” في شنغهاي، حيث شددت الشركة على هدفها الاستراتيجي في تقليل اعتماد الصين على الموردين الأجانب مثل إنفيديا، في خطوة تعكس تصاعد سباق الهيمنة التكنولوجية بين بكين وواشنطن.
هواوي تكشف عن شرائح Ascend وKunpeng
كشفت هواوي عن خارطة طريق لشرائح الذكاء الاصطناعي Ascend ورقائق الخوادم Kunpeng. وأكد رئيسها الدوري إريك شو أن الشركة طورت تقنيات ذاكرة عالية النطاق الترددي، وهي مجال تحتكره شركات كورية مثل سامسونغ وSK Hynix. وأوضح أن الشركة ستطلق تحديثات سنوية تضاعف القدرة الحاسوبية في كل إصدار.
الصين تضغط على إنفيديا
صعّدت السلطات الصينية ضغوطها على إنفيديا، حيث اتهمتها بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار، ووجهت أوامر للشركات المحلية بوقف شراء شرائحها. تأتي هذه الخطوات بالتزامن مع محادثات حساسة بين الرئيسين شي جينبينغ ودونالد ترامب، في ظل صراع متصاعد على التفوق التكنولوجي.
هواوي تطلق شرائح وسوبرنود قوية
طرحت هواوي شريحة Ascend 910C مطلع هذا العام، وتستعد لإطلاق النسخة Ascend 950 العام المقبل، تليها إصدارات متتالية حتى 2028. كما أعلنت عن خطط لإطلاق عقد حوسبة فائقة “سوبرنود” مثل Atlas 950 في 2026، القادر على دعم 8192 شريحة، وAtlas 960 في 2027 بدعم 15488 شريحة، لتتفوق بذلك على أبرز المنافسين.
الصين تضع إنفيديا تحت الضغط
بالتوازي مع إعلان هواوي، اتهمت السلطات الصينية شركة إنفيديا بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار، ووجهت شركاتها التقنية الكبرى بوقف شراء رقائقها. كما أفادت تقارير أن بعض الموزعين تلقوا أوامر ببيع المخزون الحالي فقط دون عقود جديدة. هذه الإجراءات تأتي قبل لقاء مرتقب بين الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي دونالد ترامب.
هواوي تواجه العقوبات الأميركية بثقة
واجهت هواوي منذ 2019 عقوبات أميركية قاسية منعت استخدامها لتقنيات تصنيع الرقائق الأميركية. ورغم ذلك، واصلت تطوير بدائل محلية، مما جعلها لاعباً رئيسياً في صناعة أشباه الموصلات الصينية. محللون يرون أن الشركة باتت أكثر ثقة بقدرتها على الالتفاف على القيود الأميركية وإثبات حضورها العالمي.
التحديات مستمرة رغم التقدم
رغم الإنجازات، لا تزال رقائق إنفيديا تتفوق من حيث الأداء والكفاءة في نظر خبراء الصناعة. غير أن التوجه الصيني الواضح لبناء استقلالية تكنولوجية يضع الأساس لمنافسة عالمية جديدة في مجال أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.
في النهاية، يعكس إعلان هواوي عن خارطة طريق رقائقها استراتيجية صينية أوسع تهدف إلى تقليل الاعتماد على الغرب ومواجهة الهيمنة الأميركية في مجال التكنولوجيا المتقدمة. ومع استمرار التوترات بين بكين وواشنطن، يبدو أن ساحة المنافسة المقبلة ستتركز على من يمتلك القدرة على التحكم في الرقائق والقدرة الحاسوبية، باعتبارها جوهر التفوق الاقتصادي والعسكري في المستقبل.