تشهد غزة انقطاعًا كاملًا في خدمات الإنترنت والاتصالات مع دخول الدبابات الإسرائيلية إلى أحياء رئيسية في مدينة غزة، في إشارة إلى تصعيد العمليات العسكرية بشكل غير مسبوق. وأكد السكان أن قوات الاحتلال باتت تسيطر على الضواحي الشرقية وتستهدف مناطق الشيخ رضوان وتل الهوى بشكل مكثف.
الدبابات تصل إلى أحياء استراتيجية في غزة
أفاد شهود عيان بظهور دبابات إسرائيلية في قلب الشيخ رضوان وتل الهوى، وهما منطقتان تمثلان بوابة نحو وسط المدينة المكتظ بالسكان. كما ذكر السكان أن الجيش الإسرائيلي فجر أربع مركبات بدون سائق محملة بالمتفجرات، ما أدى إلى تدمير العديد من المنازل.
انقطاع الاتصالات يفاقم معاناة المدنيين
أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية أن الانقطاع جاء نتيجة استهداف مباشر لخطوط الشبكة الرئيسية. وأكد مواطنون أن فقدان الإنترنت والهاتف يعد مؤشراً خطيراً على قرب تنفيذ هجمات واسعة. وأوضح أحد السكان أنه اضطر لاستخدام شريحة e-SIM للاتصال، وهو ما يستوجب صعود أماكن مرتفعة للحصول على إشارة، ما يزيد من المخاطر.
ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة
قالت وزارة الصحة المحلية إن 14 فلسطينيًا قُتلوا يوم الخميس في أنحاء القطاع، بينهم 9 في مدينة غزة. وتشير التقديرات إلى أن العدد الفعلي أكبر بكثير مع وجود جثث عالقة تحت الأنقاض. كما تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية الحرب 65 ألفًا، بينما لا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة.
موجات نزوح جماعي رغم المخاطر
منذ إعلان إسرائيل نيتها السيطرة على غزة في 10 أغسطس، نزح مئات الآلاف من السكان، لكن مئات الآلاف الآخرين بقوا في منازل مدمرة أو خيام بدائية. كما تواصل إسرائيل إسقاط منشورات تدعو المدنيين للنزوح إلى ما تسميه “المنطقة الإنسانية” في الجنوب، رغم الأوضاع الكارثية هناك من نقص الغذاء والدواء والمأوى.
النظام الصحي على حافة الانهيار
منظمة الصحة العالمية حذرت من انهيار شبه كامل للنظام الصحي في غزة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية، الوقود، والمستلزمات الطبية. كما أن عدد الأسرّة المتاحة غير كافٍ مقارنة بالعدد الكبير من الجرحى والمصابين الذين يتدفقون يوميًا
رد الجيش الإسرائيلي وتصاعد الانتقادات الدولية
صرح الجيش الإسرائيلي أنه يوسع عملياته في غزة، مستهدفًا ما وصفه بـ”بنية تحتية إرهابية”، لكنه لم يعلق على قطع الاتصالات أو تحركات الدبابات. وأكد أنه يواصل عملياته في خانيونس ورفح. وفي المقابل، يواجه الهجوم البري الأخير إدانات دولية متزايدة، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية.
في النهاية، تتواصل مأساة غزة في ظل انقطاع الاتصالات وتوسع العمليات البرية الإسرائيلية، ما يضع مئات الآلاف من المدنيين أمام مصير مجهول. ومع تفاقم أعداد الضحايا التي تجاوزت 65 ألف قتيل، وانهيار النظام الصحي، وتصاعد موجات النزوح الجماعي، تبدو الكارثة الإنسانية في القطاع مرشحة لمزيد من التصعيد. وبينما تبرر إسرائيل عملياتها بملاحقة حركة حماس، يزداد الضغط الدولي لوقف الهجوم وتفادي انهيار شامل يهدد حياة السكان العالقين وسط الحرب والحصار.