وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني اليوم الخميس إلى العاصمة الأميركية واشنطن، في زيارة تاريخية تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من 25 عاما. وأكدت وزارة الخارجية السورية عبر قناة الإخبارية الرسمية أن الزيارة تحمل أبعادا سياسية ودبلوماسية مهمة، وسط توقعات ببحث ملفات شائكة تتصدرها العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.
لقاءات مع مشرعين أميركيين لبحث العقوبات
كشف مصدر في الخارجية السورية لوكالة الصحافة الفرنسية أن الشيباني سيناقش رفع العقوبات المتبقية المفروضة على بلاده، خاصة تلك المرتبطة بـ”قانون قيصر”. كما أشار موقع “أكسيوس” الأميركي إلى أن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام سيقود اجتماعاً مع الشيباني وأعضاء في مجلس الشيوخ لبحث سبل رفع العقوبات بشكل دائم، بعد أن رفعت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعض القيود الرئيسية مطلع هذا العام
اجتماع مرتقب مع وزير الخارجية الأميركي
من المقرر أن يجتمع الشيباني غدا الجمعة مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا). وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث تسعى دمشق إلى فتح قنوات حوار أوسع مع واشنطن بعد تخفيف بعض العقوبات الذي أعلنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مطلع هذا العام.
خلفية تاريخية للزيارة
تعد هذه الزيارة الأولى منذ عام 1999، حين زار وزير الخارجية الأسبق فاروق الشرع واشنطن لإجراء محادثات سلام مع إسرائيل. ويعيد هذا التطور إلى الأذهان مرحلة سابقة من التفاوض، لكنه يأتي اليوم في سياق إقليمي أكثر تعقيدا يتداخل فيه الملف السوري مع قضايا إقليمية ودولية.
مفاوضات أمنية مع إسرائيل
تزامنت الزيارة مع تصريحات للرئيس السوري أحمد الشرع يوم الأربعاء، أكد فيها أن مفاوضات سوريا مع إسرائيل قد تحقق تقدما خلال الأيام المقبلة. وأوضح الشرع أن دمشق تسعى إلى اتفاق أمني يشمل وقف الضربات الجوية الإسرائيلية وسحب القوات التي توغلت في جنوبي سوريا. كما شدد على أن واشنطن تلعب دور الوسيط، نافيا وجود ضغوط مباشرة على سوريا.
كما أشار الشرع إلى أن إسرائيل نفذت منذ ديسمبر/كانون الأول أكثر من ألف غارة وما يزيد عن 400 توغل بري داخل الأراضي السورية، ما يعكس حجم التحديات الأمنية المطروحة على طاولة المفاوضات.
المشهد الإقليمي والدولي
منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024 وصعود الرئيس أحمد الشرع، اتجهت دمشق إلى فتح علاقات خارجية جديدة، خصوصاً مع الغرب. ومن المتوقع أن يشارك الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو ما يمنح الملف السوري زخماً إضافياً على الساحة الدولية.
تعكس زيارة الشيباني إلى واشنطن تحولا في العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والولايات المتحدة بعد انقطاع دام عقودا. وبينما تأمل دمشق في رفع العقوبات وفتح صفحة جديدة، تظل نتائج اللقاءات المرتقبة مع المسؤولين الأميركيين مؤشرا حاسما على مستقبل هذه العلاقة وعلى إمكانية تحقيق اختراق في مسار التفاوض الإقليمي.