شنّت روسيا فجر السبت هجوماً جوياً واسع النطاق باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، مستهدفاً تسع مناطق أوكرانية بينها كييف، أوديسا، خاركيف، دنيبروبتروفسك، ميكولايف وتشرنيهيف. وأسفرت الضربات عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، وفقاً للسلطات الأوكرانية. وأكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن الهدف الرئيسي كان البنية التحتية المدنية والمناطق السكنية، واصفاً الهجمات بأنها “إستراتيجية متعمدة لإرهاب المدنيين وتدمير مقدرات البلاد”.
القصف يستهدف مدينة دنيبرو
أصاب صاروخ مزود بذخائر عنقودية مبنى سكنياً متعدد الطوابق في دنيبرو، مما ألحق أضراراً جسيمة بعدة منازل وأبراج سكنية. وأفاد حاكم المنطقة سيرهي ليساك بإصابة أكثر من 30 شخصاً بجروح، بينما عملت فرق الإنقاذ على إجلاء المدنيين من المواقع المستهدفة.
الدفاعات الأوكرانية تعترض الصواريخ
أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها رصدت 619 مسيّرة وصاروخاً خلال الهجوم، بينها 579 طائرة مسيّرة و40 صاروخاً متنوعاً. وأوضحت أن الدفاعات الجوية أسقطت 552 مسيّرة و29 صاروخ كروز وصاروخين باليستيين، مؤكدة فعالية الطائرات المقاتلة الغربية مثل مقاتلات F-16 في صد الهجمات.
كييف ترد بضرب مصافي النفط الروسية
ردت أوكرانيا بشن ضربات جوية استهدفت مصافي نفط في مناطق روسية مثل ساراتوف وسامارا، ما تسبب في اندلاع حرائق وانفجارات كبيرة، كما تُعد هذه الهجمات المضادة جزءاً من استراتيجية أوكرانيا لإضعاف القدرات اللوجستية الروسية وتقليص مواردها المالية المرتبطة بالطاقة
روسيا تنفي انتهاك أجواء إستونيا
بالتوازي، نفت وزارة الدفاع الروسية اختراق مقاتلاتها للأجواء الإستونية، بعد أن اتهمت تالين ثلاث طائرات من طراز “ميغ-31” بدخول المجال الجوي للبلاد لمدة 12 دقيقة. وأدانت إستونيا الحادث ووصفته بأنه “استفزاز غير مسبوق”، فيما أعلنت نيتها تفعيل مشاورات مع حلفاء الناتو بموجب المادة الرابعة الخاصة بالتهديدات للأمن والسيادة.
بولندا ورومانيا تتحركان لحماية أجوائهما
أعلنت قيادة العمليات البولندية أنها أطلقت مقاتلاتها مع طائرات تابعة للحلفاء بشكل وقائي، بهدف تأمين الأجواء المتاخمة للحدود الأوكرانية. وفي وقت سابق، كشفت رومانيا عن اعتراض طائراتها F-16 لطائرة مسيّرة دخلت أجواءها لفترة قصيرة.
ضمانات أمنية
أوضح الرئيس الأوكراني أنه يعتزم مناقشة ملف الضمانات الأمنية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل. وأكد أن أوكرانيا وشركاءها الأوروبيين مستعدون للتقدم في هذا الملف إذا استمرت الولايات المتحدة في دعمها. كما شدد على ضرورة استمرار العقوبات ضد روسيا في حال تعثر جهود السلام، مشيراً إلى أنه سيطرح هذا الملف في اجتماعه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
في النهاية، يؤكد الهجوم الروسي على أوكرانيا أن الحرب الروسية الأوكرانية تدخل مرحلة أكثر تعقيداً مع تصاعد الهجمات الجوية وتوسّع نطاقها ليشمل دول الجوار. وبينما تواصل أوكرانيا الدفاع عن أجوائها والرد بضربات مضادة، يظل الترقب قائماً لما ستسفر عنه المشاورات في نيويورك حول الضمانات الأمنية، في ظل مخاوف متزايدة من اتساع دائرة الصراع لتشمل دول الناتو المجاورة.